شهدت الدائرة الانتخابية بالعمرانية بمحافظة الجيزة مشهدًا انتخابيًا باهتًا مع انطلاق المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، التي بدأت صباح اليوم الإثنين وتستمر حتى مساء غدٍ الثلاثاء، وسط مشاركة محدودة من الناخبين وتواجد أمني مكثف في محيط اللجان.
ففي مدرسة أم المؤمنين الثانوية بنات، إحدى أكبر اللجان الفرعية بالدائرة، بدا الإقبال ضعيفًا خلال الساعات الأولى من فتح الصناديق، حيث خلت السرادقات المقامة أمام المدرسة من الناخبين، فيما اقتصر الحضور داخل اللجان على أعداد محدودة من كبار السن وبعض السيدات اللاتي حضرن في مجموعات صغيرة للإدلاء بأصواتهن.
وأشارت مشاهدات ميدانية إلى أن العاملين باللجنة الانتخابية بدوا في حالة ترقب مستمر، في انتظار زيادة نسبة التصويت التي لم تتجاوز في الساعات الأولى نسبًا محدودة للغاية.
وفي مدرسة الشهيد هشام شتا الملاصقة لقسم شرطة الطالبية بشارع الأهرام، تكرّر المشهد الانتخابي نفسه تقريبًا، حيث ظهر ضعف واضح في الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع، مع ملاحظة انتشار عناصر الأمن بملابس مدنية في محيط اللجان. ووفقًا لشهود عيان، فقد لوحظ وجود مجموعات من الشباب يقفون في طوابير أمام المدرسة، اتضح لاحقًا أن معظمهم من أنصار بعض المرشحين أو من فئة "تحت السن"، جرى تنظيمهم لإعطاء انطباع بوجود حركة انتخابية نشطة.
وبرز اسم المرشح محمد علي عبد الحميد، النائب السابق عن حزب مستقبل وطن، الذي يخوض الانتخابات الحالية كمستقل بعد أن تخلّى الحزب عن ترشيحه في هذه الدائرة ضمن إعادة توزيع المقاعد بين الأحزاب والمرشحين.
وقد شوهد عدد من أنصاره في محيط اللجان وهم ينظمون الناخبين ويوجهون البعض إلى أماكن التصويت، وسط تواجد دعائي ملحوظ لصالحه مقارنة ببقية المرشحين.
ويشير مراقبون إلى أن المشهد العام في دائرة العمرانية يعكس حالة فتور سياسي واضحة بين المواطنين، نتيجة ضعف الحملات الانتخابية وغياب المنافسة الحقيقية بين المرشحين، بالإضافة إلى تراجع الثقة في العملية الانتخابية لدى شريحة واسعة من الناخبين. كما يُتوقع أن يظل الإقبال محدودًا خلال اليوم الأول، مع احتمال زيادة طفيفة في المشاركة غدًا، في الساعات الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع.
في المقابل، تؤكد الهيئة الوطنية للانتخابات أن العملية تسير وفق الإجراءات المقررة، وسط التزام بالإجراءات الأمنية والاحترازية، نافيةً وجود أي مخالفات حتى الآن.

