لم أرد أن يفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، لكن بعد وصوله، بدأت ميجان ستاك تتساءل إن كان بإمكان اندفاعه لكسر الأعراف أن يمنحه فرصة لفعل شيء حقيقي في الشرق الأوسط. وعرضت في فيديو تحليلي تصوّرًا غير تقليدي لما يمكن أن يفعله ترامب لو أراد حقًا السلام.
تناولت صحيفة نيويورك تايمز هذا الطرح في سياق سياسات بايدن، التي تكرّس النهج الأميركي القديم: إلقاء الخطب عن السلام، بينما تُغذّى الحرب. في غزة، سالت دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بينما واصل البيت الأبيض إرسال الأسلحة والدعم المالي إلى إسرائيل، مدعيًا أن لا أوراق ضغط لديه. هذا النفاق السياسي لا يمثّل إخفاقًا لحظة، بل يعكس عقودًا من قرارات أفرغت أي معنى لكلمة "حل".
بدأت الكاتبة تغطيتها للمنطقة في الانتفاضة الثانية عام 2002، وشهدت بنفسها كيف تُبنى التهدئة فوق هشيم سياسي، ثم تنفجر الأوضاع بعنف غير متوقع. لا تسوية تلوح في الأفق، ولا مشروع دولة للفلسطينيين يتحرك. تواصل واشنطن الدوران حول نفسها، بينما تحترق المنطقة. أما الآن، فتناقش محكمة العدل الدولية ما إذا كانت مجازر غزة ترقى إلى إبادة جماعية، ويبدو أن الولايات المتحدة توشك أن تفرغ مخزونها الاستراتيجي من الأسلحة لأجل حرب بلا نهاية أو مخرج سياسي.
لكن الكاتبة تؤمن أن الفرصة ما زالت قائمة. يستطيع ترامب – رغم كل التناقضات المحيطة به – أن يعيد ترتيب اللعبة إذا امتلك الشجاعة والدهاء الكافيين. تقترح ثلاثة مسارات متشابكة تمكّنه من كسر الجمود التاريخي، لو أحسن التفاوض واستثمر ثقته في صفقاته أكثر من غروره السياسي.
أول المسارات يبدأ بتحقيق تهدئة دائمة في غزة، لا تقوم فقط على وقف القصف، بل على إعادة إعمار حقيقية بإشراف دولي، وربطها بخطوات واضحة تجاه الاعتراف بالحقوق الفلسطينية. المسار الثاني يتطلب بناء تفاهم صريح مع السعودية والدول الخليجية، من خلال ربط التطبيع بحل فعلي للقضية الفلسطينية، وليس تجاهلها كما حدث في الاتفاقات السابقة. أما المسار الثالث، فيدعو إلى رسم سياسة واقعية تجاه إيران، لا تقوم على استعراضات الردع، بل على احتواء النفوذ من خلال ترتيب إقليمي أوسع.
ترى الكاتبة أن ترامب، رغم كل عنفه الخطابي وعدائيته، يمتلك حرية حركة أكبر من أي رئيس ديمقراطي، بسبب خروجه عن عباءة النخب التقليدية. هذا ما يجعله قادرًا – نظريًا – على تقديم طرح صادم ومختلف، إذا رغب في ذلك. لكنه يبقى ترامب، بكل ما يحمله الاسم من مفاجآت وتهوّر. هل يملك الرؤية؟ لا أحد يعرف. هل يستغل الفرصة؟ لا مؤشرات واضحة. لكنه لو فعل، فسيستحق جائزة نوبل عن جدارة.
https://www.nytimes.com/2025/07/21/opinion/iran-israel-trump-peace.html