تواصل تداعيات الهجمات اليمنية ضد إسرائيل ومصالحها في البحر الأحمر، لتتجاوز آثارها العسكرية المباشرة نحو أبعاد نفسية ومعنوية وسياسية عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي، فضلاً عن تلك الاقتصادية.

ويبدو أن شلل ميناء إيلات قد لا يكون النهاية؛ إذ يلوح في الأفق خطر مماثل يتهدّد ميناء حيفا، بعد إعلان اليمن إدراج هذا الأخير ضمن بنك أهدافه البحرية.

ومع تصاعد أزمة التأمين وامتناع شركات شحن عن الرسو في الموانئ الإسرائيلية، تتعاظم المخاوف من أن تواجه إسرائيل قريباً حصاراً بحرياً مزدوجاً، يُفقدها بواباتها البحرية جنوباً وشمالاً.

وقالت القناة “12” (خاصة): “اضطرت بلدية إيلات إلى الحجز على حسابات الميناء، وبالتالي ستُغلق أبوابه ابتداءً من الأحد”.

وأوضحت أن سبب الإغلاق هو الحجز على جميع حسابات الميناء بسبب ديون مستحقة للبلدية.

وأضافت أن الديون تبلغ نحو 10 ملايين شيكل (حوالي 3 ملايين دولار)، وتراكمت على الميناء نتيجة عدم دفع الضرائب للبلدية.

القناة زادت أن “الديون تراكمت على الميناء نتيجة الانخفاض الحاد في إيراداته”، جراء ما سمته “النشاط العدواني للحوثيين في البحر الأحمر”.

وأردفت أنه بسبب هذا النشاط “تحولت إلى ميناءي أشدود وحيفا (على البحر المتوسط) السفن التي كانت تصل إلى إيلات”.

ومع ذلك، ولّد إعلان الحكومة الإسرائيلية، رسمياً، إغلاق ميناء إيلات بشكل نهائي، بدءاً من 20 تموز الجاري، صدمة واسعة في الأوساط الاقتصادية والسياسية داخل إسرائيل، بعد تأكد وقوع انهيار كامل في النشاط التجاري في الميناء، وتراكم الديون عليه بسبب الانكماش الحاد في حركة الملاحة.

وجاء هذا الإغلاق كنتيجة مباشرة للحصار البحري الذي يفرضه اليمن على البوابة الشرقية لإسرائيل، حيث تراجعت حركة السفن تدريجياً منذ أواخر عام 2023، وصولاً إلى توقّف شبه تام في النصف الأول من 2025.

ويُعدّ ميناء إيلات المنفذ البحري الوحيد لإسرائيل على البحر الأحمر، ما يجعل من قرار إغلاقه سابقة خطيرة تهدّد سلاسل الإمداد وخطط الربط التجاري مع الأسواق الآسيوية والأفريقية.

يأتي ذلك بينما صعّد الحوثيون هجماتهم مؤخراً في البحر الأحمر بشكل ملحوظ ما دفع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى مطالبة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باستئناف ضرباتها ضد الجماعة اليمنية.

على أن تداعيات الهجمات اليمنية امتدّت لتشمل قطاع الطيران أيضاً، إذ امتنعت عدد من شركات الطيران العالمية عن تسيير رحلاتها إلى مطار «بن غوريون» الدولي في تل أبيب، بسبب تزايد المخاطر الأمنية فيه واحتمال تعرضه لهجمات صاروخية أو بطائرات مسيّرة.

وفرض هذا الواقع تحديات جديدة على السياحة والاقتصاد الإسرائيليين، وفاقم من شعور العزلة الإقليمية والدولية.

وبحسب «القناة 12» العبرية، فإن معظم شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها إلى إسرائيل، على الأقل حتى نهاية الصيف.

ويهاجم الحوثيون السفن التابعة لإسرائيل وتلك المتوجهة إليها؛ رفضا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها تل أبيب على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.