نشرت ذا ميديا لاين تقريرًا للصحفية كيرين سيتون تناولت فيه الضغوط المتصاعدة على مصر للعب دور أكثر فاعلية في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، في ظل تعثّر التوصّل إلى اتفاق دائم وازدياد تعقيد الوضع في قطاع غزة.
يرى محللون أن تجاهل إسرائيل لتعزيز الدور المصري أعاق جهود ما بعد الحرب، ومنها تأمين حدود غزة وإيجاد بديل لحماس.

غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوجهًا إلى واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب لمناقشة قضايا إقليمية، أهمها التوصل إلى وقف إطلاق نار.
أعلنت إسرائيل إرسال مفاوضين إلى قطر لمواصلة المباحثات، رغم وصفها مطالب حماس بالتعديلات الحالية بأنها "غير مقبولة".

قال ترامب إن إسرائيل وافقت بالفعل على شروط الهدنة، ما عزّز الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
إلا أن القتال في غزة مستمر، بينما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد الآلاف في الهجمات الإسرائيلية، وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين 50 ألفًا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2025، والتي بدأت بهجوم مفاجئ شنّته حماس وقتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، إضافة إلى خطف 250 شخصًا، لا يزال نحو 50 منهم محتجزين، ويُعتقد أن أكثر من نصفهم لقوا حتفهم.

النقاش يدور الآن حول هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا، تُفرَج خلالها تدريجيًا عن عشرة رهائن إسرائيليين أحياء، إضافة إلى 15–18 جثة، مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين. تطلب حماس ضمانات أمريكية بأن الهدنة ستؤدي إلى وقف دائم للحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، وهو ما ترفضه إسرائيل، مؤكدة أنها ستستأنف القتال بعد الهدنة إن لم يتحقق ذلك.

يشدد نتنياهو على ضرورة إسقاط حكم حماس في غزة، ويرى أن أي اتفاق نهائي يجب أن يُبعد حماس عن السلطة السياسية والعسكرية. ويشير الدكتور دان ديكر، رئيس مركز القدس للشؤون الأمنية والدولية، إلى أن نتنياهو قد يوافق على اتفاق مؤقت، لكنه لن يقبل ببقاء حماس في السلطة أو بإنهاء الحرب بشروطها.

رفضت إسرائيل خطة مصرية عرضت في مارس الماضي، لأنها تضمنت إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، والتي تراها حكومة نتنياهو كيانًا معاديًا. حذر اللواء المتقاعد نيتسان نورئيل من خطأ إسرائيل في تجاهل الارتباط الوثيق بين غزة ومصر، ودعا إلى نقل المزيد من المسؤولية للقاهرة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

يرى نورئيل أن إشراك مصر ودول الخليج هو السبيل الوحيد لتجاوز مطلب حماس بانسحاب شامل، وأن هذا التعاون سيمكّن إسرائيل من الحفاظ على سيطرتها على حدود غزة الجنوبية.

في الداخل الإسرائيلي، تزداد الضغوط للإفراج عن جميع الرهائن الباقين دفعة واحدة، وهو أمر لم يُطرح في أي جولة من المفاوضات. يعتقد أن أكثر من نصف الرهائن لقوا حتفهم، بينما لا يُعرف مصير جثثهم، ما يعقّد العمليات العسكرية ويطيل أمد الحرب.

ينقسم الائتلاف الحاكم في إسرائيل بين رافض لأي تسوية مع حماس، ومؤيد لاتفاق مؤقت.
بينما أيدت غالبية المعارضة الاتفاق، وطالبت بإنهاء الحرب بالكامل. يرى ديكر أن الإفراج عن بعض الرهائن قد يُحدث تحوّلًا استراتيجيًا كبيرًا في أجندة نتنياهو الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بخطته لإعادة ترتيب المنطقة عبر التطبيع مع السعودية وسوريا ودول عربية أخرى.

اتهمت منظمات دولية إسرائيل باستخدام سياسة التجويع في غزة، وتواجه الدولة دعاوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
في المقابل، تدّعي إسرائيل أن جزءًا كبيرًا من المساعدات الإنسانية وصل إلى أيدي حماس، التي استخدمتها لتعزيز سيطرتها وبيعها بأسعار باهظة.

أسست الولايات المتحدة آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، بالتعاون مع إسرائيل، من خلال أربعة مراكز توزيع داخل غزة، بهدف إضعاف حماس وحرمانها من إدارة المساعدات.

يشترط الجانب الإسرائيلي عدم تدخل حماس في توزيع أو نقل المساعدات، ويؤكد ديكر أن ترامب يتفق مع هذا الشرط بالكامل.
بينما يرى نورئيل أن سلطة حماس تعتمد على شعور الناس بالخوف منها واعتمادهم عليها في الغذاء والمال، ولذلك لن تتخلى حماس بسهولة عن إدارة المساعدات.

النقاش حول مشاركة الدول العربية – مثل مصر والسعودية والأردن – في إعادة إعمار غزة لا يزال مستمرًا دون تطبيق عملي، وسط مخاوف تلك الدول من المشاركة في ظل بقاء حماس في السلطة.

طمأن نتنياهو حلفاءه من أقصى اليمين، مثل بن غفير وسموتريتش، بأنه لم يتراجع عن هدفه الأساسي وهو إسقاط حكم حماس. لكن نورئيل اعتبر أن نتنياهو يفتقر إلى الإرادة السياسية والقدرة على إبرام اتفاق نهائي.

دعا الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ خلال لقائه بنتنياهو إلى المضي قدمًا نحو الاتفاق، رغم صعوبة وتكلفة القرارات المرتبطة به، معربًا عن ثقته في قدرة الحكومة والمؤسسة الأمنية على مواجهة التحديات.

https://themedialine.org/top-stories/calls-grow-for-egypt-to-step-up-as-gaza-truce-talks-stall/