أعلن رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد، الخميس، "إنجاز العمل" في مشروع سد النهضة على نهر النيل، الذي أثار توترات مع مصر، خصوصا بعد دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي الجنرال عبدالفتاح السيسي في الاحتفال "بهذه المحطة التاريخية"، وذلك بالنسبة لإثيوبيا لكنها تعد محطة مخيبة لآمال المصريين ولنظام 3 يوليو الذي أكد أن انقلابه على الرئيس الشرعي"الشهيد الدكتور محمد مرسي"، كان أحد أسبابه هو التصدي ووقف سد النهضة.
وقال أحمد أمام البرلمان إن "العمل بات الآن منجزا ونحن نستعد لتدشينه رسميا"، مضيفا "إلى جيراننا عند المصب، مصر والسودان، رسالتنا واضحة: سد النهضة لا يشكّل تهديدا بل فرصة مشتركة".
فشل السيسي
لكن في المقابل، لا تزال المخاوف قائمة لدى كل من مصر والسودان، خصوصاً في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم ينظم تشغيل السد وملء خزانه.
وترى القاهرة أن المشروع يمثل تهديداً وجودياً لها، كونها تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من مواردها المائية، لكن في الوقت نفسه تبقى عاجزة عن إخضاع إثيوبيا لأي اتفاق يحمي مصالحها،.
وجاء إعلان افتتاح سد النهضة تحديا للجنرال السيسي وبعد يومين ، من عقده وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اجتماعاً مشتركاً، الثلاثاء، جددا خلاله رفضهما "الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق"، مؤكدين على مواصلة التنسيق لحماية الأمن المائي في المنطقة، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي لم يهتم وقرر افتتاح السد دون مشاورتهما.
ومن جهته يرى الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أنه «لا يوجد أي تغيير منذ سبتمبر الماضي واعلانهم أن سد النهضة انتهى ودعوة مصر والسودان شيء مستفز والسد انتهى بدون أي توافق ومخالف للأعراف الدولية».
وقال إن الطرف الإثيوبي يُصر على اتخاذ إجراءات وقرارات أحادية دون الوصول لاتفاق مع مصر والسودان، موضحا أن ما يحدث اليوم لم يتغير عن 5 سبتمبر الماضي، وهو كان مكتمل خرسانيا واكتمل تخزين المياه.
وأضاف عباس شراقي، خلال مداخلة هاتفية ، مع الإعلامي شريف عامر، أن التوربينات لا تعمل حتى الان بشكل فعلي وهو انتهى خرسانيا لكن مائيا ليس له قيمة إلا بتركيب 13 توربين، قائلا: «اللي راكب حتى الان 4 ولا يعملوا بكفاءتهم الكاملة وموسم الامطار بدأ من يومين والبحيرة مملوءة بالمياه وهيضطروا لفتح البوابات وهنا في خطورة».
السد يشكل خطرا أمنيا على مصر والسودان
قال أستاذ الجيولوجيا إن سد النهضة الإثيوبي يشكل تهديدا لأمن مصر والسودان بسبب خزانه الكبير ووقوعه في منطقة جيولوجية صعبة.
وأضاف شراقي، إن إثيوبيا خزنت نحو 60 مليار متر مكعب من المياه بنهاية سبتمبر الماضي.
وأوضح أن خزان سد النهضة كبير للغاية، ويقع في منطقة تحتوي على بعض المشكلات الجيولوجية، ما يشكل تهديدا لأمن مصر والسودان، بخلاف ادعاءات إثيوبيا.
وأشار أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة إلى هناك خطورة من توقف توربينات سد النهضة الإثيوبي في ظل توقعات بهطول أمطار غزيرة، أغسطس المقبل، وامتلاء البحيرة بالكامل.
وشدد أن أي ضرر في سد النهضة قد يتسبب في طوفان يفني 30 مليون سوداني يعيشون على النيل الأزرق، خلاف ما سيضر مصر وفي المقابل لن يضر أي مواطن إثيوبي، لأن السد تحت الهضبة الإثيوبية، وهذه المنطقة خالية من السكان.
وبدأت إثيوبيا في فبراير 2022 توليد الكهرباء في المشروع الضخم البالغة كلفته 4.2 مليارات الدولارات والواقع في شمال غرب البلاد على بعد 30 كيلومترا من الحدود مع السودان.
عند تشغيله بكامل طاقته، يمكن لهذا السد الذي يمتد على طول 1.8 كيلومتر وارتفاع 145 مترا، وتصل سعته إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، أن يولد أكثر من 5 آلاف ميغاوات من الطاقة.
وهذا سيجعله أكبر سد كهرومائي في إفريقيا، وسينتج أكثر من ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي.
واحتجت السودان ومصر على المشروع باعتباره يهدد إمداداتهما من مياه النيل وطالبا إثيوبيا مرارا بوقف عمليات ملء السد، بانتظار التوصل إلى اتفاق ثلاثي حول أساليب تشغيل السد.
وأوضح آبي أحمد أنه سيتم تدشين السد في سبتمبر ودعا "كل الحكومات وشعبي مصر والسودان وكل شعوب حوض النيل للانضمام إلينا للاحتفال بهذه المحطة التاريخية".