في خطوة غير مسبوقة على الساحة الدولية، أصبحت روسيا أول دولة في العالم تعترف رسمياً بـ"إمارة أفغانستان الإسلامية" التي تقودها حركة طالبان، ما يمثل تحوّلاً كبيراً في السياسة الروسية تجاه كابل، ويمهد الطريق لعلاقات دبلوماسية واقتصادية أكثر شمولاً بين البلدين.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، أن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرار الاعتراف بناءً على توصية من وزير الخارجية سيرغي لافروف، في مؤشر واضح على رغبة موسكو في فتح قنوات حوار مباشر مع القيادة الجديدة في أفغانستان، رغم الجدل الدولي المستمر حول شرعية حكومة طالبان.

وفي مشهد رمزي له دلالاته، رفعت السفارة الأفغانية في موسكو لأول مرة العلم الأبيض الذي تعتمده طالبان، ويحمل عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فوق مبنى السفارة، بحضور عدد من الدبلوماسيين الأفغان الذين خرجوا إلى شرفة المبنى للمشاركة في لحظة رفع العلم، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. ويأتي هذا بعد أن كان يُرفع سابقاً العلم ثلاثي الألوان التابع للحكومات الأفغانية السابقة.

وتمّت هذه الخطوات بالتزامن مع وصول السفير الأفغاني الجديد لدى روسيا، جول حسن، إلى موسكو في الأول من يوليو، حيث سلّم لاحقاً نسخاً من أوراق اعتماده لنائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، في الثالث من الشهر ذاته، وسط ترحيب رسمي روسي.

وكانت المحكمة العليا الروسية قد مهدت لهذه الخطوة مسبقاً، حين وافقت في أبريل الماضي على طلب المدعي العام برفع الحظر المفروض على أنشطة حركة طالبان في الأراضي الروسية، وهو قرار وصفته الخارجية الروسية بأنه "تمهيد أساسي لإقامة شراكة كاملة تصبّ في مصلحة الشعبين الروسي والأفغاني".

ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة الروسية ردود فعل دولية واسعة، نظراً لما تمثله من كسر للعزلة السياسية التي فُرضت على حركة طالبان منذ عودتها إلى الحكم في أغسطس 2021، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.