تظاهر عشرات من ذوي الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يرافقهم آلاف الداعمين لهم، الخميس، في ساحة "هابيما" وسط تل أبيب، مطالبين بوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن.

ووجّه المشاركون نداءً مباشراً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعوه فيه إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إنهاء العمليات العسكرية والتوصل إلى تسوية.

ورفع المحتجون صور أقاربهم المحتجزين، ورددوا هتافات بالعبرية من بينها: "لن نتوقف، يجب أن يعود الجميع".

 وتأتي هذه التظاهرة بعد أيام من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في أول مواجهة مباشرة بين البلدين، بوساطة أميركية هشّة.

وقال يهودا كوهين، والد أحد الرهائن، نمرود كوهين، في تصريح للصحفيين: "أناشد الرئيس دونالد ترامب. لقد ساعدتنا في التصدي للتهديد النووي الإيراني، وأدعوه الآن إلى الوفاء بوعده والضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب. بإمكان نتنياهو أن يُكمل محاكمته الجنائية في إسرائيل، ويمكن أن يُعفى، لا مشكلة لدي. لكن ابني نمرود لم يرتكب أي جريمة، لقد كان يؤدي واجبه فقط".

من جانبه، شدد أودي غورين، قريب الرهينة القتيل تال حيمي – الذي لقي مصرعه في هجوم السابع من أكتوبر ولا تزال جثته محتجزة لدى حركة حماس – على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل.

وقال غورين: "لقد أثبتنا أننا لا نُهزم عسكرياً، لكن استمرار القتال في غزة يعني المزيد من القتلى بين الجنود والمدنيين، دون أن يعيد الرهائن أو يضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل. يجب أن نعيد جميع الرهائن إلى منازلهم، ونعمل مع حلفائنا لضمان مستقبل آمن للبلاد".

ويأتي تحرك العائلات وسط تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الإسرائيلية، في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التمسك بموقفه الرافض لوقف الحرب قبل نزع سلاح حماس ونفي قادتها، وهو ما ترفضه الحركة بشدة.

أوقفوا الحرب فورا

الكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"٬ أرييلا رينغيل هوفمان٬ كشفت أن "نتيناهو اليوم مطالب بأن يقف ويقول الحقيقة: ليس هناك نصر كامل في غزة، ولن يكون هناك نصر أبداً، لأن ما لم يحدث خلال 628 يومًا، لن يحدث غدًا أيضًا، والقول بأن كياناً معادياً يجلس على طول الحدود الجنوبية، وأننا نزرع الدمار والموت والجوع والعطش هناك، لا يمكن أن يكون راجعاً لدوافعه الإسلامية فقط، ولأن اتفاق وقف إطلاق النار وعودة جميع المختطفين ليس هزيمة، ولذلك يجب علينا أن نغادر غزة، لأن وجودنا هناك لا يبرر ثمن الدم المسفوك من الجنود".

 

جنود عائدين بالنعوش

وأشارت أن "أصوات الطَرق على أبواب بيوت الجنود القتلى ينتشر في طول الدولة وعرضها، وقد بات الشعب مرعوب من الحلقة المفرغة التي وقعنا فيها في غزة، لقد سمعنا ألف مرة كيف نخوض حربًا بالحيل، ووجهنا لهم ضربات قاتلة، وسحقنا، ودمرنا، وأفنينا، وسمعنا كم نحن قريبون من النصر، ومن إنقاذ المختطفين، لكن "الكلب لا يُضحّي بجرائه، ولا ينسى جراءه الجرحى في المؤخرة"، والاعتراف بأن حماس تعرضت لضربة قاتلة بالفعل، لكن أفرادها ليسوا فئراناً مخدرة في جحور، ونجاحاتهم ليست معزولة".

وأضافت: "الأرقام وحدها تتحدث 20 جنديا قتلوا منذ بداية الشهر الجاري فقط، وموجات الاستنزاف أجبرت الجيش على استدعاء جنود الاحتياط لجولة رابعة أو خامسة، في ظل نقص خطير في العتاد والوحدات القتالية، وافتقار القوات لمعدات حديثة، إذ ما زالت تستخدم ناقلات جند ودبابات تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، كتلك التي شاركت في العدوان الثلاثي عام 1956".

 

مقتل قوات النخبة الهندسية

وتابعت: "أما قوات النخبة الهندسية والمدرعة، التي تحمل العبء الأكبر من العمليات، فتكشف القصة الأعمق لهذا الإخفاق، بعد أن اتضح أن هيئة الأركان كانت عمياء قبل 7 أكتوبر، ولا تزال تفتقر إلى الرؤية حتى اليوم. إذ لم يكن هناك أي تصور واقعي لحجم الأنفاق والتحصينات، أو لقدرة حماس على الصمود المدعوم شعبيا".

 

الحرب فقدت أهدافها

 من جهته وصف قال المحلل العسكري لصحيفة معاريف آفي أشكنازي، الحرب الجارية بأنها فقدت هدفها، مؤكدًا أنها تُدار بقوات مرهقة وغير قادرة على حسم المعركة أو القضاء على حماس أو تحرير الأسرى.

وانتقد استمرار العمليات رغم الخسائر البشرية، معتبرًا أن الأهداف غير قابلة للتحقيق في ظل الوضع العسكري الحالي، وأن استمرار القتال يزيد من تعقيد الأزمة دون جدوى حقيقية.

واختتم بريك مقاله الذي نشر بصحيفة معاريف بالدعوة إلى وقف الحرب في غزة ضمن تسوية شاملة

وكانت الحرب في غزة قد اندلعت في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم مفاجئ شنته حماس وفصائل مسلحة على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر 251 شخصاً. وبحسب السلطات الإسرائيلية، لا تزال حماس تحتجز نحو 50 رهينة، يُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة.

وقد أبدت الحركة استعدادها في عدة مناسبات لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف شامل لإطلاق النار، في حين أنهت إسرائيل آخر اتفاق هدنة في مارس الماضي،

وفرضت قيوداً مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما فاقم ما توصف بأنها أسوأ أزمة إنسانية يشهدها القطاع منذ بدء الحرب قبل أكثر من 19 شهراً.