هدّد مشرّعون إيرانيون بإغلاق مضيق هرمز الحيوي ردًا على الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، ومنحوا موافقة رمزية على هذا الخيار، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الصين للضغط على طهران كي لا تُقدم على هذه الخطوة.
يمثل مضيق هرمز شريانًا حيويًا لأسواق الطاقة العالمية، إذ يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط عالميًا، ويربط بين الخليج العربي وبحر عمان، وصولًا إلى المحيط الهندي. وتأثرت الأسواق فورًا بالضربات الأميركية، إذ ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى منذ يناير، مع توقعات بأن تكون الأسواق الآسيوية الأكثر تضررًا، تليها الأميركية.
تاريخ التهديدات
منذ عام 2019، استخدمت إيران المضيق كورقة ضغط. ففي يونيو من ذلك العام، اتُّهمت بمهاجمة ناقلتين نفطيتين باستخدام ألغام بحرية، كما احتجزت ناقلة بريطانية ردًا على احتجاز ناقلة إيرانية قرب جبل طارق. وفي 2023، استولت قوات الحرس الثوري الإيراني مؤقتًا على ناقلات نفط، مما استدعى نشرًا عسكريًا أميركيًا في المنطقة.
المضيق ضيق للغاية، لا يتجاوز 20 ميلًا بحريًا في أضيق نقطة، ولا يمكن "إغلاقه" بشكل كامل، لكن إيران تستطيع جعله غير آمن للملاحة، ما قد يدفع الشركات وشركات التأمين إلى تعليق النقل عبره.
خيارات إيران العسكرية
يقول المحلل الاستخباراتي المستقل H.I. Sutton إن إيران تملك عدة سيناريوهات لتعطيل الملاحة، أبرزها: زرع ألغام بحرية: خاصة الألغام القاعية التي تنفجر عند مرور السفن، أو الصواريخ المضادة للسفن: كما استخدمها الحوثيون منذ 2023 في البحر الأحمر، أو الزوارق السريعة والطائرات المسيّرة: التي يمتلكها الحرس الثوري، أو الغواصات الصغيرة من طراز غدير: القادرة على إطلاق الطوربيدات وزرع الألغام.
وعلى الرغم من محدودية القدرة التدميرية لبعض الوسائل، فإن العدد الكبير من المنصات الإيرانية مع قدرات الضربات بعيدة المدى يشكل رادعًا فعليًا.
في المقابل، يُحتمل أن تتجنب إيران التصعيد الكامل، حرصًا على استمرار تدفق شحنات النفط إلى الصين، الحليف الاقتصادي والسياسي الأساسي لطهران.
ردود الفعل الدولية
قال ماركو روبيو: "لو أقدمت إيران على إغلاق المضيق، فسيكون ذلك انتحارًا اقتصاديًا لها. ستكون خطوة تستدعي ردًا ليس فقط من واشنطن، بل من عواصم أخرى حول العالم".
ماركو بابيتش، كبير المحللين في BCA Research، توقّع أن ترتفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار، لكنه شكك في مدى استدامة هذا الارتفاع.
وكالة الطاقة الأميركية EIA أشارت إلى وجود بعض البنى التحتية في السعودية والإمارات لتجاوز المضيق، مما قد يخفف من آثار الإغلاق.
ما الذي قد يحدث لاحقًا؟
رغم أن إيران لم تعلن بعد كيف سترد على الضربات الأميركية، فإن غلق مضيق هرمز يبقى أحد الخيارات المطروحة. لكنها قد تكتفي بتهديد الملاحة دون تنفيذ مباشر، في محاولة لتجنب تصعيد شامل قد يضر بمصالحها الإقليمية والدولية، خاصة في ظل اعتمادها الاقتصادي على شراكتها مع بكين.
https://www.newsweek.com/how-iran-close-gulf-hormuz-oil-energy-trump-nuclear-2089163