تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، من خلال سلسلة اقتحامات متزامنة لمخيمات وبلدات فلسطينية، يتخللها اعتقالات وانتهاكات ميدانية، فيما صعّد المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في القدس، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، وسط إغلاق متواصل للأقصى أمام الفلسطينيين.

ففي نابلس، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامه لمخيم بلاطة شرقي المدينة، لليوم الثاني على التوالي، وسط عمليات عسكرية واسعة النطاق شملت مداهمة عشرات المنازل، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، وإخراج سكانها بالقوة.

وقال محمد المسيمي، أمين سر حركة فتح في المخيم، إن "الاقتحام دخل يومه الثاني وتجاوزت مدته أكثر من 30 ساعة"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق السكان، بينها التنكيل بالأهالي، وسرقة ممتلكات شخصية ومبالغ مالية من المنازل.

وأوضح المسيمي أن عمليات الجيش تتركز في أحياء الحشاشين، والعموري، وكعبي، ومنطقة السوق، حيث تتنقل القوات بين الأزقة الضيقة للمخيم وسط إطلاق نار بين الحين والآخر، وفرض طوق عسكري على بعض المربعات السكنية.

وفي محافظة جنين، لم يكن الوضع مختلفاً. فقد واصلت قوات الاحتلال اقتحام بلدة جبع جنوب المدينة لليوم الثالث على التوالي، في مداهمات تخللتها تحقيقات ميدانية مع سكان محليين، وتحويل عدد من المنازل إلى مواقع عسكرية، في مشهد يعكس سياسة العقاب الجماعي التي يتبعها الاحتلال.

كما تواصل الاقتحامات لبلدة ميثلون، الواقعة جنوب جنين أيضاً، لليوم الثاني على التوالي، في ظل مداهمات مشابهة وانتشار عسكري مكثف، وسط حالة من القلق والهلع تسود صفوف السكان.

وفي القدس المحتلة، شهد المسجد الأقصى المبارك تصعيدًا آخر صباح الخميس، مع اقتحام عضو الكنيست السابق يهودا غليك لباحات المسجد، برفقة مجموعات من المستوطنين، تحت حماية القوات الإسرائيلية التي وفرت غطاءً للاقتحام.

وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية علنية في المنطقة الشرقية من الأقصى، في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال إغلاق المسجد أمام الفلسطينيين لليوم السابع على التوالي، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحرية العبادة.

وفي تطور آخر، اعتقلت قوات الاحتلال والدة الشهيد سائد الكوني، بعد اقتحام منزلها في منطقة الجبل الشمالي بنابلس فجر الخميس. ووفق مصادر محلية، فإن هذه الخطوة تأتي في سياق الضغط على نجلها الآخر لتسليم نفسه.

من جهة أخرى، شهدت قرية عينابوس جنوبي نابلس، عملية هدم لمنزل الشهيد سامر حسين، الذي استشهد العام الماضي بعد تنفيذ عملية إطلاق نار قرب سلفيت. وأفاد رئيس المجلس القروي للقرية، فايز درويش، أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية فجرًا، وحاصرت المنزل المؤلف من طابقين، قبل أن تبدأ الجرافات بعملية هدم كاملة، تخللتها أعمال تجريف واقتلاع أشجار.

وذكر درويش أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال خلال عملية الهدم، إلا أنه لم يتم تسجيل إصابات، لتنتهي العملية بانسحاب القوات تاركةً وراءها دماراً واسعاً.