ينضم الصحفي المصري حسام الحملاوي إلى دانيا عقاد من موقع ميدل إيست آي في لقاء بالفيديو لشرح كيف تحولت القاهرة من لاعب إقليمي رئيسي إلى دولة تابعة تعتمد على أموال الخليج وموافقة الغرب.
تراجع النفوذ الإقليمي لمصر
في هذه المقابلة، يوضح الحملاوي كيف أصبحت السياسة الخارجية المصرية اليوم تخدم مصالح السعودية والإمارات وإسرائيل، وكيف أن قمع السيسي قد أجهز تمامًا على المعارضة الداخلية. كما يؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال قوة محركة للغضب السياسي في مصر.
ولفت إلى تراجع نفوذ مصر الإقليمي بشكل كبير منذ انقلاب 2013، ويتجلى ذلك في الحرب الحالية على غزة، حيث أصبحت قطر هي الوسيط الرئيسي.
كما ألمح إلى أن سد النهضة يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي لمصر، ساهم فيه ضعف تأثيرها الإقليمي، ودعم الإمارات للمشروع.
القيادة السياسية والاستراتيجية
وبرى الحملاوي أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ليس مفكرًا استراتيجيًا، بل "يدير الأمور أسبوعًا بأسبوع" وسط أوضاع اقتصادية متقلبة، كما يتضح من طريقة تعامله مع حرب غزة.
يعتمد بقاء النظام المصري على الدعم المالي المستمر من دول الخليج والغرب، وهو وضع غير قابل للاستمرار وتتحمل كلفته الطبقات الشعبية في مصر.
القمع الداخلي والمعارضة
وقال الحملاوي: "الثورة المضادة بعد 2011، بقيادة السيسي وجنرالات "دفعة 69"، قامت بتفكيك الساحة السياسية بالكامل وتعطيل الكيانات الفاعلة".
وتابع: "القمع منذ انقلاب 2013 كان مروعًا، إذ شهدت البلاد 18 حادثة تحطم طائرات، ومشروعات عقارية فاخرة، وتفريغ كامل للمعارضة الداخلية. ولا تزال الظروف التي أشعلت ثورة 25 يناير 2011 — من قمع سياسي، وعنف أمني، وتفاوت في توزيع الثروة — قائمة، مما يجعل احتمال اندلاع انتفاضة جديدة قائمًا".
السياسة الخارجية والقضية الفلسطينية
لا تزال القضية الفلسطينية تمثل عاملًا محفزًا في السياسة المصرية، بينما ترى النخب الحاكمة أن الفلسطينيين مصدر إزعاج دائم.
ويرى الحملاوي أن السياسة الخارجية المصرية في حالة "خطأ 404"، مشلولة بسبب تضارب المصالح والأولويات، كما يتضح من موقفها في النزاع السوداني، كما فشلت المبادرة المصرية للسلام في غزة بسبب غياب الدعم من دول عربية مثل الإمارات، الذي كان مشروطًا بإقصاء حماس من غزة.
وأوضح الحملاوي أن دور مصر من "تحرير فلسطين" بدأ بالانخفاض في عهد جمال عبد الناصر إلى مجرد وسيط بين العرب والفلسطينيين من جانب والإسرائيليين والأمريكيين من جانب آخر.
https://www.middleeasteye.net/video/how-egypt-lost-its-regional-power-and-became-complicit-gazas-siege-one-one-hossam-el-hamalawy