77 عامًا مرت اليوم على ذكرى 15 مايو 1948 النكبة الفلسطينية التي لهذا العام في ظل منعطف غير مسبوق من الإجرام الصهيوني، بعد فاصل من بداية فلسطينية بطوفان الأقصى الذي يحمل في طياته نسائم الأمل وملامح الخلاص من هذا الاحتلال الغاشم، ذاق خلالها أهل فلسطين الويلات، وتعرضوا لجرائم فاقت الخيال، وسط حالة من الخذلان والضعف الرسمي.
المؤامرة على شعب الفلسطيني لم تبدأ بذكرى النكبة بل بدأت منذ أكثر من قرن من التخطيط والمكائد للانقضاض على فلسطين، ومحطات تلو أخرى، بدأت بريطانيا (التي حلت محلها اليوم أمريكا) النكبةٌ من خلال الوعد المشؤوم الذي قطعه وزير خارجية بريطانيا الأسبق "آرثر بلفور" بتاريخ 2 نوفمبر 1917م، وهو الوعد المشهور تاريخيا بـ "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق".
وتمر الذكرى مع تعرض الشعب الفلسطيني والثائرون والأحرار في إلى أذى نفسي ومعنوي وأحيانا بدني مع تعرض الإنسان الفلسطيني لأفظع عملية تهجير قسري في التاريخ وذلك عام 1948م كجريمة قانونية فظيعة ضد الإنسانية، وتتجدد اليوم النكبة الجديدة من خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها نفس العصابات الإجرامية التابعة للاحتلال الصهيوني.
وهي على حد قولهم ما يعيشون النكبة الحاضرة فإن النكبة ليست نكبة، بل نكبات … جرح حيّ لا يندمل، وطن مسلوب، وبيوت تنتظر أصحابها. هي أمّ ماتت على حدود العودة، وجدّ حمل مفتاح الدار حتى القبر. فلسطين لم تكن قصة وانتهت، بل صرخة شعب ما زال يُقتل لأنه لم ينسَ، بحسب @DZ_Museum
https://x.com/AliMasloukhi/status/1922920163889823769
الباحث الفلسطيني أسامة ضمور @OsamaDmour5 قال: "77 عامًا مرّت منذ أن اقتُلع شعبٌ من أرضه ، وشُرّد في المنافي والمخيمات، واحتُلّت القرى ، وهُدمت البيوت ، وزُوّرت الحكاية... في مثل هذا اليوم من عام 1948، بدأت النكبة ، لكنها لم تنتهِ بعد.. النكبة ليست ذكرى تُروى، بل واقعٌ يُعاش كل يوم في غزة ، والضفة وفي القدس والداخل المحتل".
https://x.com/DrMousa919/status/1922860314757845247
والآن الإدارة الأمريكية تسير على خطى البريطانيين، فجميعهم مشاركون في الإبادة الجماعية التي قتلت إلى اليوم نحو 55 ألف فلسطيني وأصابت عشرات الآلوف، وبريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا جميعهم مشاركون في تهجير الشعب الفلسطيني تهجيراً قسرياً إجبارياً تحت تهديد القتل والسلاح والقصف والجرائم اللإنسانية.
اصطفاف غربي أوروبي أمريكي صليبي إلى جانب كيان الاحتلال الصهيوني ضد عدالة القضية ونبل المدافعين عنها، تحالف ضد الحرية وضد المبادئ والأخلاق فضلا عن أنه ضد الانسانية، أمداد من السلاح الأحدث في العالم لا تنقطع وطائرات مقاتلة ومنظومات صواريخ دفاع جوي، مشاركة أمام العالم في مسح مربعات سكنية وقتل عشرات آلاف المدنيين، وإننا نحملهم جميعاً كامل المسؤولية عن هذا الإجرام الذي لن ينساه التاريخ ولن تنساه البشرية، بحسب إسماعيل الثوابتة رئيس المكتب الحكومي في غزة.
تستمر المؤامرة على الشعب العربي والفلسطيني في القلب منه بعظمته وصموده الأسطوريين، وتزداد معها اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" على مدار عقود طويلة من القتل والتدمير.
وهناك أيام أخرى في الذاكرة العربية عامة والفلسطينية خاصة ومنها 29 نوفمبر من كل عام حيث "يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني"، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181) .
وأثبت "طوفان الأقصى" أن نكبة فلسطين 1948 لم تكن نتيجة نقص إمكانيات وعتاد، ولكنها كانت نكبة خذلان وهزيمة نفسية، عندما قبل حكام العرب بالهدنة التي أعقبها إعلان دولة الكيان اللقيط، وهم يحاولون اليوم أن يكرروا الشيء نفسه، رغم ما أوقعته المقاومة بالعدو من خسائر لم يشهدها من قبل، بحسب د.طلعت فهمي من حديث سابق له في الذكرى.
وأضاف "فهمي" أن "قضية فلسطين كانت ومازالت قضية الأمة المركزية؛ التي أوْلتها جماعة "الإخوان المسلمون" الاهتمام الذي يليق بها فقدَّمت في سبيل تحريرها الأرواح والدماء مشمولة بكافة أشكال الدعم، إلى أن تأسَّست على طريقها حركة المقاومة الإسلامية؛ لتكون القاطرة التي تقود إلى التحرير ومعها كل مكونات الأمة تدعم وتقدّم التضحيات.".