حازم سعيد :
تمهيد :
هي حقيقة واقعية نلمسها بأنفسنا فى مجموعة من المؤشرات ، على رأسها تحسن استقبال الناس لنا فى الشوارع وطريقة نقاشهم معنا ، وفى استبيانات الرأي التى نستقرئ بها نحن الإخوان رأي الناس فى الشارع بمعايير علمية منهجية من خلال عينات مختلفة تعبر بواقعية عن كل أطياف المجتمع ، وكذلك مسح الزمام والربط الانتخابى لكل فرد من أفراد الصف الإخواني ، ( والزمام والربط الإنتخابى مصطلحان يعرفهما جيداً كل أفراد الإخوان ، والمقصود بهما حصة كل فرد داخل الصف من الأفراد القريبين منه والذين يقعتنعون به ويغيرون أراءهم نتيجة احتكاكه بهم وإقناعه لهم ، وهو عدد يتفاوت من أخ للآخر ، فقد يصل عند بعض الإخوان إلى ألف أو ألفين ، وقد يقل عند البعض الآخر ليصل إلى عشرة أو عشرين ، وبالجملة فإن متوسطه من خمسين إلى مائتي إنسان للأخ أو الأخت الواحدة ، وهو بالطبع ينتج عدداً مهولاً من الأصوات الانتخابية المضمونة للدكتور مرسى إن شاء الله ، وكل أفراد الصف له ربط ).
أسباب تزايد الفرص من يومٍ لآخر :
أما السبب الأول والرئيسى والذى لم أضع أمامه كلمة " أولاً " أو رقم واحد – لأنه غير قابل للمقارنة – فهو فضل الله وتوفيقه ، والذى نرى له آيات وملامح يوماً بعد الآخر ، وهو الحبل الذى نتمسك به ، وهو المعتصم الذى لا معتصم لنا غيره ، وهو الركن والملجأ الوثيق الذى نأوى إليه ، ولا ملاذ لنا غيره سبحانه ، وذلك أننا نحن الإخوان – أمة مجاهدة – لم نلتمس هذا الطريق إلا وأعيننا على غاية واحدة ، وجعلنا منها المبدأ الأول لدعوتنا ، فـ " الله غايتنا " ، وفى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء ، لا لدنيا قد عملنا ، نحن للدين فداء ..... ونرى آيات الله وتوفيقه كل يوم ( بدءاً من توفيقه لمرشحنا ودعمه بالحجة والمنطق ، ثم إلقاء القبول له فى قلوب الناس ، وأيضاً تأييد الله له بجنود من الإخوان ومن غيرهم .... ).. ومن كان الله معه ، فمن يكون عليه !
بعد ذلك تأتى الأسباب المادية الأخرى التى أستطيع – بعون الله – تلخيصها فى النقاط التالية :
أولاً : القدرات الشخصية للدكتور مرسى :
ولقد ظهر ذلك جلياً بحلقتي السى بى سى ، والتحليل التالى لهما للمتألق الدكتور معتز عبد الفتاح ومعه الإعلامي عماد الدين أديب ، ولقد تغيرت قناعات كثيرة جداً بعد هاتين الحلقتين على وجه الخصوص .
لقد ظهرت عدة مميزات وسمات شخصية ونفسية لدى الدكتور مرسى على رأسها سعة أفقه الرهيبة ، وثقافته العالية ، واتزانه وثباته الانفعالى ، وسرعة بديهته العالية ، وأدبه الجم وتواضعه وتقديره لكل إنسان وإعطائه كل ذى حق قدره من الاحترام ، واحترامه للمؤسسية ، وإعلانه تشرفه بالإنتساب لله ثم ثقته بالمؤسسة ثم بالنفس ، شموله فى الفكر ، واستقلالية شخصيته ، وكم خبراته الكثيرة نتيجة الممارسة الحياتية بين الدراسة والأبحاث بأمريكا ثم بمصر وامتداداً لعضويته بالإخوان وقياديته بها وعضويته لمكتب الإرشاد وعضويته بالبرلمان واطلاعه على خفايا السياسة ، ورئاسته لأكبر حزب شعبى حقيقى بمصر ، ومقابلاته مع مئات الوفود فى مختلف دول العالم .
وأستطيع ضرب الأمثلة على ما عددت من نقاط بفقرات من الحلقتين ولكنى أخشى أن تطول المقالة ، فليرجع للتسجيلات التليفزيونية لهتين الحلقتين للدراسة والتأمل والتيقن مما كتبت .
ثانياً : قوة الحجة والبرهان اللذان يملكهما مشروع النهضة :
والبرنامج المتكامل الذى يحمله مرشحنا الدكتور مرسى ، والتكامل بين عناصره وقوة الربط بين أركانه ، وأولوياته الزمنية الواضحة ، وتنوع عناصره بين أمنى واقتصادى واجتماعي وسياسى ، وقوة المؤسسة التى تدعمه وخبرتها وحنكتها وتجاربها الواقعية الجادة التى مارست فيها العمل السياسى ، والنماذج المقنعة التى تسير بين الناس مثل النواب المحترمين المقبولين فى دوائرهم كل على حدة رغم ما حاولت سهام الأمن الوطنى والعناصر الاستخباراتية التى أرادت على مدار الأسابيع الماضية بالتعاون مع جهاز الإعلام الفضائى الفلولى أن ينخرا كالسوس فى قابلية المجتمع لهم ، ليفاجئوا بما لم يتحسبوه ، أن الناس بمجرد نزول النواب لهم فى مقاهيهم ومنتدياتهم لا يظهرون إلا البشر والترحيب والتسليم والاقتناع بهؤلاء النواب ، وتلك آية من آيات الله ونعمة من نعمه وإشارة بالتوفيق من إشاراته سبحانه ، ولله الفضل والمنة .
ثالثاً : تفاعل كل أبناء صف الإخوان من ( إخوة وأخوات وشباب ) :
ولقد طال رهان خصوم الإخوان على انفلات بعض أبناء دعوة الإخوان ، وأنهم سوف يفارقون الجماعة تأييداً لشخصٍ بعينه ، ولكن قدمت الأيام درساً رهيباً - ومفجعاً لهم - ، من حيث رضى كل أبناء الإخوان بقرار خوض الانتخابات ثم قرار الترشح بالدكتور مرسى ، ثم تفاعلهم وتبنيهم ، ثم جهادهم اليومى المستمر من أجل تغيير قناعات الشارع والدعاية لمرشحهم .
ولقد كنت حريصاً على استقصاء كم المفعلين من إخوان وأخوات بهذه الجولة الانتخابية – قبل كتابة هذا المقال – لأجد نتيجة مذهلة مبهرة رائعة فى أكثر من ستة عشر موقعاً جغرافياً على مستوى الجمهورية ، من أطفال إلى زهرات إلى شباب إلى كهول ومرضى لم يمنعهم المرض من الجهاد والنضال ..
وأنا كأحد أبناء هذه الدعوة المهتمين برصد وتحليل المشهد ، لو لم أحصل على نتيجة أخرى – مع شبه ضماني بالفوز إن شاء الله لمرشحنا – أقول لو لم أحصل على نتيجة سوى هذا الأداء الإخواني الهائل لكفاني ، وهو الأداء الذى يثبت وعي أبناء الإخوان بالمرحلة ، ويؤكد الروح الجهادية عندهم ، ويؤكد تفانيهم لمصلحة هذا الوطن ، ويثبت بما لا يدع مجالاً للشك نجاح قسم التربية بالإخوان بمناهجه ومناخاته ، والذى يعد هذا التفاعل والجهاد والروح والأداء ثمرة من ثماره .
لقد أكدت الممارسة الجهادية وهذه الروح لأبناء الإخوان فى هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الأمة ، مدى عبقرية من وضعوا نظم التربية بجماعة الإخوان ، بدءاً من الأسرة وانتهاءاً بالوسائل التربوية الأخرى من كتيبة إلى رحلة إلى معسكر إلى ندوة إلى زيارة مورث إلى مناخات مصاحبة إلى ... إلى .... ، ليسفر كل هذا عن الفهم والإخلاص – وهذا لا يطلع عليه إلا الله ، ولكن قد ترى ملامحه فى بقية أركان البيعة – والعمل والجندية والطاعة والتضحية والتجرد والأخوة والثقة والثبات وكلها أركان بيعتنا ، وهي التطبيق العملى لما يحدث الآن من الإخوان .
هذا عن الإخوان المفعلين .. أما عن مجالات تفعيلهم فكثيرة ومتنوعة ، أهمها وأخطرها على الإطلاق هو الجهاز الإعلامي الرهيب الذى هو الفرد المقنع الذى يحاور الآخرين ويقنعهم بالحجة ، والذى يدافع عن فكرته باستماتة ، ثم الجهاز المبتكر من عمالقة يخترعون لنا كل يوم وسائل وسبل للدعاية ، والأفراد الذين يخططون الحملة ويقودونها فى كل بقعة من بقاع مصر ، والآخرون الذين يناضلون وراء حجب النت وأمام شاشات الإعلام .. مجالات تفعيل كثيرة ، فتحها الله لنا وبارك فيها وجعلها ملتقى لأفئدة الناس علينا بفضله وقوته .
رابعاً : جيش الداعمين من أبناء حزب الحرية والعدالة ثم من العلماء والأدباء والرياضيين والفنانين :
كل يوم يظهر تأييد للدكتور مرسى فى مختلف الاتجاهات ، رموز وقيادات ومن وراءهم من المؤيدين والمحبين ، أبرز شريحتان - بخلاف أبناء الحزب من غير الإخوان وهي الفئة الأخرى التى تناضل حق النضال وتجاهد حق الجهاد من أجل مستقبل هذا البلد - هما شريحة العلماء ثم شريحة الرياضيين والفنانين .
والعلماء بدؤوا تأييدهم بهيئة الحقوق والإصلاح بما لها من ثقل علمي وزخم شخصيات تقف لها رؤوس ، من أمثال الدكتور على السالوس والشيخ صفوت حجازى والدكتور محمد عبد المقصود والدكتور محمد يسرى ، ومروراً بجل – إن لم يكن كل - السلفيين خارج منظومة الإسكندرية وحزب النور ، وكثير جداً من مؤيدى الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ، وكثير من أبناء السلفية داخل منظومة الإسكندرية وحزب النور ممن لم يعجبهم قرار مؤسستهم ، وطالما تربوا على أدبيات تقلل من شأن السمع والطاعة ، وبالتالى لا تستطيع قيادة أو جهة إلزامهم بما ربوهم على غيره .
يتبع ذلك شريحة الرياضيين من أمثال أبو تريكة وهادى خشبة ومحمد رمضان ومجدى طلبة ومحمد عامر وطارق سليمان و .......
بخلاف الفنانين من أمثال الرائع محمد شومان وهاني كامل ، وعلى رأسهم المتألق الفنان وجدى العربى الذى هو امتداد لنسل طاهر وهو الحاج عبد البديع العربى وأخو الرائع محمد العربى وزوجته التى كانت أحد من سن سنة حسنة بتحجب الفنانات ..
كل هذا الجيش هو ولا شك مما يعطى زخماً لمرشحنا ويعطى الآخرين قدرة على قبوله وهو ما حدث وبينته استقراءات وقياسات الشارع .
خامساً : أخطاء المرشحين الآخرين :
وأكبر خطأ فى نظرى وقع فيه المرشحون الآخرون ، وجانبهم التوفيق فيه – نظراً لسيرهم الفردى واعتمادهم على ذواتهم – وعدم وجود الناصح الأمين لهم ، ولا فى فرق العمل التى قد لا تحسن توجيه النصيحة السديدة له .
أقول أكبر خطأ وقعوا فيه هو معركة تكسير العظام التى قاموا بها ، فيما سمي بالمناظرات بين بعضهم البعض .
وسر الخطأ أنهم قلدوا الغرب فى الفكرة تقليداً أعمى دون النظر لحكمة المناظرات ، وقد كان جائزاً أن يفعلوا ذلك لو كانوا هم وحدهم – أي المتناظرون – على الساحة ، أما وأن هناك منافسون أخرون فما كان لهم أن يقوموا بذلك ، خاصة عندما يكونا بحجم الكبيرين – إعلامياً – موسى وأبو الفتوح .
وقد حطم بعضهما الآخر لصالح آخرين ، قد أميل فى تقييم المناظرة للقول أن هذا أقوى من ذاك ( وأنا شخصياً أعتقد أن عمرو موسى كان أقوى ) ، ولكن فى النهاية كلاهما حطم الثاني لصالح ثالث غائب ، أزعم بكل قوة وفخر أنه مرشحنا الذكي الحصيف الذى رفض الفكرة – لا عن ضعف أو خور – وإنما الوقت ضيق ولن تتدارك الأخطاء التى قد يقع فيها المتناظر .
وما شهادة الدكتور معتز عبد الفتاح بأن مؤشرات تأييد الدكتور مرسى قد تغيرت لصالحه بعد حوارات السى بى سى بمقدار عشرة فى المائة إلا مصداق لذلك .
لقد أخطأ الكبيران خطأً فادحاً ، وإن زعم أنصار كلا المرشحين بأنه هو الفائز فى المناظرة ، لقد خرج كلاهما جريحاً ، فاقداً جزءاً من أنصاره لصالح آخرين على رأسهم الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ، وما ذلك أيضاً إلا علامة من علامات توفيق الله سبحانه ، وإشارة من الإشارات لنا على الطريق ، وبركة من بركات السير الجماعى المؤسسى ، ليكون ذلك مفتاحاً للفوز بالرئاسة كإحدى خطوات تمكين المشروع الإسلامي ، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً ... وما ذلك على الله بعزيز .
وفى الختام :
كيف يؤكد الدكتور مرسى الحسم ؟ .. للجواب على ذلك أؤكد أن صيغة السؤال الصحيح هي كيف نؤكد - وليس يؤكد - .... ، ثم أردف بالإجابة ببساطة : استمساك وثيق بالله سبحانه وتعالى وركون إليه وتوكل عليه ثم استمرار سير على طريق الأسباب ، وهذا كله ملخص لما كتبته قبل انتخابات 2010 التى زورت تحت عنوان :
خطة الإخوان السرية لاكتساح الانتخابات ..... فأحيلكم علي ذلك الذي كتبته .. والله ولي التوفيق ..
-------------

