24/ 11 / 2008
 فجأة وبدون سابق إنذار فاجأتنا الحكومة في مصر المحروسة بقرار غريب وفريد من نوعه، وهو بيع المزيد من أصول البلد وشركاتها لصالح الشعب المصري، وتقسيم عائد البيع علي أفراد الشعب المصري بالتساوي علي كل من بلغ سن الرشد، أي 21 عاما، وإذا بنا نجد من بعض المسئولين وكبار رجالات البلد يروج لهذا الأمر ويثني عليه، ومنهم من قال إنها فكرة عبقرية تضاف إلي عبقريات رجالات حكومتنا الرشيدة.


المهم أن أفراد الشعب المصري المسكين لن يأخذوا أي مليم في أيديهم وإنما ستكون عبارة عن صكوك قيمتها 400 جنيه مصري لكل مصري بلغ سن الرشد، يعني الحكومة هاتبيع أصول البلد وتاخد سمسرتها كاش وإفراد الشعب هاياخدوا صكوك، يا سلام علي الأفكار الشيطانية، بيبيعوا البلد وبيضحكوا علي أولاد البلد الغلابة بحقهم في ملكية هذه الشركات، مع افتراض حسن نية الحكومة، واللي اتباع قبل كده بأبخس الأسعار وبتراب الفلوس، حسابه عند مين، هيقولوا اللي فات مات واحنا ولاد النهاردة، وقول ياباسط وكفاية أن إحنا هانوزع عليكم الصكوك تاخدوا أرباحها، علشان تعرفوا أن إحنا قلبنا عليكم .

الموضوع كان هزار وقلب بجد، الممثل هاني رمزي قال هذا الكلام في فيلم عاوز حقي، وقعد طول الفيلم يجمع توكيلات من الشعب ببيع مصر وتقسيم فلوسها علي الشعب، وطلع نصيب الواحد مليون جنيه، ولما طلع أن المشتري أمريكا وبعد كده هاتبيعها للصهاينة تراجع عن البيع في لمحة وطنية في نهاية الفيلم ،وخرج الفيلم من قالبه الكوميدي إلي القالب السياسي، فهل يمكن أن تكون الحكومة بتهزر، وبعد كده تقول لنا أن أنا كنت عاملة اختبار للشعب، ونجحتم فيه، ولا تكون بتهزر والهزار يقلب بجد، وتحلف إنها مش راجعة في كلامها علشان هي أعطت كلمة للي هايشتري، والشعب الغلبان يقول ماتسيبونا نجرب، هي الحكومة علي طول سرقانا من غير ماناخد بالنا، وفيها إيه لما نتسرق واحنا واخدين بالنا ولابسين العمة، علي الأقل هانبقي أصحاب ملك، وهانتابع البورصة كل يوم علشان نتابع السك بتاعنا اقصد الصك، في بورصة نيويورك ولندن وطوكيو ولندن وهونج كونج.

ده إيه الإفلاس اللي بيحصل ده، ايه الضياع ده يا حكومة، ازاي نثق فيكم بعد الدويقة والعبارة، وخروج الجناة بلا أدني عقاب، ازاي نثق فيكم بعد إهدار كرامة الشعب في كل مكان في الداخل والخارج، ازاي نثق فيكم بعد اعتقال الأبرياء وتقديمهم لمحاكمات عسكرية، ازاي نثق فيكم بعد أن بعتم سعر متر الأرض للأعيان في المدن الجديدة بقروش ويبيعونه بالآلاف، ازاي نثق فيكم بعد أن احتكر اتباعكم السوق في معظم السلع واكتوي الشعب بنار الأسعار ،ولا يمكن تكون الحكومة عاوزة تكفر عن سيئاتها التي اقترفتها في حق الشعب وهي كثيرة، علشان كده عملت صكوك الغفران، يمكن الشعب يغفر لها اللي أتعمل فيه من الحكومات المتعاقبة عليه منذ سنوات طويلة.

سيبوا أصول البلد في حالها يمكن تنفع أولادنا في المستقبل بعد أن ترحلوا، كفاكم عبثا بمقدرات الشعب، هناك دول توزع عائداتها السنوية علي أفراد الشعب، لا أن تبيع البلد بحفنة من الصكوك، لكن لو عاوزين قسمة الحق هاتوا عائد القناة والسياحة والبترول والغاز اللي بيروحوا للصهاينة بابخس الأسعار وغيره وغيره وقسموها علي الشعب، وسيبوا الناس تزرع أرز وقمح وامنعوا الاحتكار، وأعطوا الفرص لصغار المستوردين والمستثمرين، وأطلقوا العنان للعلماء لإبراز اختراعاتهم لكي ينهضوا بمصر، واطلقوا الحريات، وحاسبوا المقصرين والمفسدين، أو اتركوهم للشعب يحاسبهم، وأنصحكم بالجلوس علي المقاهي لكي تسلوا أوقاتكم، فنحن لم نري منكم إلا كل سوء، وإهدرا للشعب وأمواله.
 
 
 
الدستور