لوح مسؤولون مصريون لأول مرة بأن أن القاهرة قد تتخلى عن دورها كوسيط بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية إذا لم تعمل الإدارة الأمريكية بنشاط على "كبح" رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو والحفاظ على الالتزامات التي تم التعهد بها كجزء من جهود وقف إطلاق النار.
وفق ما أوردت صحيفة "معاريف" عن تقارير من القاهرة، فإن "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى تدرس تجميد مشاركتها في أي مفاوضات مستقبلية، بل والعودة إلى الصراع العسكري، إذا لم تلتزم الأطراف الوسيطة بتعهداتها بشأن وقف إطلاق النار.
وكانت مسيّرة إسرائيلية قد استهدفت السبت، سيارة القيادي في "حماس" رائد سعد بأربعة صواريخ على طريق الرشيد غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتله وثلاثة آخرين.
ضربة قوية لجهود الوساطة
ويُنظر إلى اغتيال سعد، القيادي البارز في الجناح العسكري لـ "حماس"، على أنه ضربة قوية لجهود الوساطة.
وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول بأن الولايات المتحدة تُجري تحقيقًا لمعرفة ما إذا كانت "إسرائيل" قد انتهكت وقف إطلاق النار في عملية الاغتيال.
وأبلغت مصر وتركيا واشنطن بأنهما تعتقدان أن عملية الاغتيال تهدف إلى عرقلة التقدم نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
يأتي هذا في ظل تفاهمات سابقة نوقشت في اجتماع علني واحد فقط بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والقيادي البارز في حماس خليل الحية، حيث طُرحت مسألة الاغتيالات بشكل صريح.
وفقًا للرواية المصرية، فقد أوضح ويتكوف لقيادة "حماس" أن الإدارة الأمريكية ضمنت عدم اغتيال شخصيات بارزة في منظمات المقاومة في المراحل اللاحقة، استنادًا إلى بند في وثيقة ترامب يُعرف باسم "العفو عن المقاتلين".
وأشار إلى أن "إسرائيل" كانت على على علم بهذا البند وأبدت موافقتها المبدئية على التفاهمات.
المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
وتعتبر مصر اغتيال سعد نقطة تحول سلبية، تُعيق الاستعدادات للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. وقالت تقارير إعلامية إن الإدارة الأمريكية وبّخت نتنياهو لموافقته على الاغتيال، الذي تم لأسباب غير واضحة.
مع ذلك، تُشكك "حماس" في الرواية التي تُفيد بأن "إسرائيل" تحركت دون تنسيق أمريكي، وتُرجّح أن عملية بهذا الحجم ما كانت لتُنفذ لولا موافقة واشنطن.
وطالبت حماس والفصائل الأخرى، الوسطاء في القاهرة والدوحة وأنقرة بتوضيحٍ قاطعٍ ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الوفاء بالضمانات المُقدمة لوقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة التالية، وهي المرحلة التي تسعى "إسرائيل"، وفقًا لقطر وتركيا، إلى إفشالها.
ويُطالب الوسطاء "إسرائيل" بتجميد الإجراءات الأحادية، مؤكدين أن الادعاء "الإسرائيلي" بأن الاغتيال نُفذ ردًا على زرع "حماس" قنبلة لا يحظى بمصداقية في واشنطن. وبحسب التقرير، فقد نقلت الإدارة الأمريكية هذه الرسالة أيضًا إلى "إسرائيل".
وكان الصحفي باراك رافيد من موقع "أكسيوس" الأمريكي تحدث أمس الأول عن وجود توترات بين البيت الأبيض ونتنياهو عقب اغتيال القيادي البارز في حماس، رائد سعد، في غزة.
في البداية، نُقل أن البيت الأبيض أرسل رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى نتنياهو، جاء فيها أن اغتيال القيادي البارز في "حماس" يُعد انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس ترامب.
ولاحقًا، نُقل أن ترامب أشار إلى أن الولايات المتحدة تُجري تحقيقًا في ملابسات الحادث وما إذا كانت "إسرائيل" قد انتهكت وقف إطلاق النار في المنطقة.
مع ذلك، أكد قائلًا: "علاقتي بإسرائيل جيدة، وعلاقتي بنتنياهو ممتازة. لقد هزمنا إيران، ودمرنا أسلحتها النووية، ولدينا علاقة جيدة مع إسرائيل ومع جميع دول الشرق الأوسط".
https://www.maariv.co.il/news/military/article-1263017

