ألغى وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت الخميس زيارته المقررة إلى الكيان الصهيوني خلال الأسبوع الجاري، بسبب رفض وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين الموافقة على اتفاقية تصدير الغاز مع مصر.

وفي أغسطس، وقع حقل "ليفياثان" اتفاقًا بقيمة 35 مليار دولار لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، وهو أكبر اتفاق تصدير في تاريخ الكيان الصهيوني.

الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه قبل أشهر، يقضي بتوريد نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040، مع رفع الكميات المصدَّرة من 4.5 مليارات متر مكعب سنويًا إلى 12 مليار متر مكعب. 

لكن كوهين يرفض الموافقة على الاتفاق حتى يتم تأمين مصالح الكيان الصهيوني والاتفاق على سعر عادل للسوق المحلي، وفق ما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست".

 

ضغوط أمريكية

وتمارس إدارة ترامب في الآونة الأخيرة، ضغوطًا كبيرة على المسؤولين بالكيان، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكوهين، للموافقة على الصفقة مع مصر، التي تبلغ قيمتها حوالي 35 مليار دولار.

وأفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" بأن شركة "شيفرون" الأمريكية العملاقة للطاقة، والتي تدير الحقل، تضغط أيضًا على الكيان الصهعوني للمصادقة على الاتفاق.

ووفقًا لمكتب كوهين، فقد "طالب بأن تبقى الأسعار للسوق الإسرائيلية جذابة"، مضيفًا: "وبما أن المفاوضات لم تستكمل بعد، فقد رفض كوهين المصادقة على التصدير حتى يتم حل هذه المسألة".

وأثار بيان مكتب كوهين، توترًا ملحوظًا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت تكثف فيه واشنطن جهودها بالتعاون مع الكيان الصهيوني لدفع خطة ترامب للسلام في غزة.

ويقول مكتب كوهين: "في الوقت نفسه، تبذل جهود لتسوية الجوانب الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر".

 

تطوير خط أنابيب جديد للتصدير إلى مصر

وتوصلت شركة خطوط الغاز الطبيعي (INGL) إلى اتفاق مع المصدرين الرئيسين الثلاثة للغاز، شراكة تامار، وشراكة ليفيثان، وإينرجيان، لتطوير خط أنابيب جديد للتصدير إلى مصر بقيمة 2 مليار شيكل، حسبما قالت الشركة يوم السبت.

وبحسب الاتفاقية التي نشرها مدير هيئة الغاز الطبيعي بوزارة الطاقة والبنية التحتية، سيتم إنشاء المشروع باستثمار ممول بالكامل من قبل المصدرين.

وقال كوهين إن الغاز الطبيعي يعد رصيدًا استراتيجيًا يعزز مكانة "إسرائيل" الاقتصادية والدبلوماسية على مستوى العالم، وخاصة في الشرق الأوسط.

وأضاف: "سيُمكّن إنشاء الخط الجديد من زيادة الصادرات، مما يُعزز مكانتنا الدبلوماسية والاقتصاد الإسرائيلي. ولذلك، فإن سياستي كوزير للطاقة هي استقطاب شركات الطاقة العالمية العملاقة للاستثمار في إسرائيل، وتوسيع إنتاج الغاز الطبيعي للسوق المحلية وللتصدير".

وفي وقت سابق من العام الجاري، حذرت وزارة المالية بالكيان الصهيوني من "مواجهة نقص في الغاز الطبيعي خلال السنوات الـ25 المقبلة، نظرًا لنمو الاحتياجات المحلية للطاقة بوتيرة أسرع من المتوقع، ومبيعات تصدير الغاز القوية"، وقالت إن "هذا النقص سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الكهرباء على المستهلكين".

 

ورادات الغاز الطبيعي إلى مصر

وبدأ الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان، أحد أكبر اكتشافات الغاز في المياه العميقة في العالم، بالتدفق إلى السوق المحلية في ديسمبر 2019. وحتى الآن، زود حقل ليفياثان السوق المصرية بـ23.5 مليار متر مكعب من الغاز.

وفي يونيو الماضي، توقف إنتاج الغاز من حقول الكيان الصهيوني في البحر المتوسط لأسباب أمنية مرتبطة بتصاعد التوترات الإقليمية مع بدء الضربات التي شنها الكيان على إيران، ما أدى إلى انقطاع كامل في إمدادات الغاز إلى مصر، قبل أن تعود بعد نحو أسبوعين. 

ووصل إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلى ذروته بنحو 7.2 مليار قدم مكعبة يوميًا عام 2021، وفق إحصاءات وزارة البترول المصرية، قبل أن يتراجع إلى نحو 5.6 مليار قدم مكعبة في منتصف 2024، ما أدى إلى انكماش الفائض القابل للتصدير، ودفع مصر للتحول إلى استيراد كميات من الغاز لتلبية الاحتياج المحلي.