شهدت الساعات الماضية، تطورات تنذر بانهيار اتفاق وقف إطلاف النار الذي جرى التوصل إليه برعاية أمريكية بشرم الشيخ قبل أكثر من أسبوعين، بعد في أعقاب اتهامات الكيان الصيوني لـ حماس" بإطلاق النار على جنوده في رفح، الأمر الذي نفته الحركة مؤكدة تمسها بالاتفاق الذي وضع حدًا لحرب دامت عامين.

 

ووجه رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو جيش الاحتلال، بشن "هجمات قوية بشكل فوري على قطاع غزة"، في أعقاب قصف مدفعي وجوي على رفح جنوبي القطاع، بزعم الرد على إطلاق "حماس" النار على جنود صهاينة.

 

وقال مكتب نتنياهو: "في ختام المشاورات الأمنية، وجّه رئيس الوزراء القيادة العسكرية بتنفيذ ضربات قوية وفورية في قطاع غزة".

 

مزاعم انتهاك" حماس لاتفاق وقف الحرب

 

وعقد نتنياهو في وقت سابق اليوم مشاورات أمنية ضمت وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ديفيد زيني، لبحث مزاعم بـ"انتهاك" حماس لاتفاق وقف الحرب، بدعوى تسليمها مساء الاثنين رفات أسير إسرائيلي لم يكن ضمن الـ 13 أسيرا القتلى المتبقين بغزة، بل أجزاء لجثة أسير سبق أن انتشلها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية عسكرية قبل نحو عامين من غزة".

 

وكان الاجتماع يدرس فرض عقوبات على "حماس" تشمل الاستيلاء على المزيد من أراضي قطاع غزة وتوسيع الخط الأصفر وتقليص كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع.

 

نتنياهو يأمر بقصف غزة

 

وفي ظل المزاعم بإطلاق "حماس" النار على قواتها بالقطاع، أصدر نتنياهو تعليماته بقصف قطاع غزة.

 

وأفادت وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث الرسمية، بشن جيش الاحتلال هجمات مدفعية وغارات جوية على مدينة رفح، بزعم الرد على إطلاق مسلحين من "حماس" صواريخ مضادة للدروع ونيران قنصف على قوة للجيش في الجانب الشرقي من "الخط الأصفر".

 

و"الخط الأصفر" هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني.

 

ويفصل هذا الخط بين المناطق التي ما زال يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي في الجهة الشرقية منه، وبين المناطق التي يُسمح للفلسطينيين بالتحرك داخلها في المناطق الغربية منه.

 

حماس: تتمسك بإنجاح اتفاق وقف الحرب في غزة

 

يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه "حماس" تمسكها بإنجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بتسليم الجثث المتبقية للأسرى "الإسرائيليين"، والدفع نحو الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب بشكل دائم والعمل على إعادة اعمار قطاع غزة.

 

وأكد رئيس الوفد المفاوض في "حماس" خليل الحية، أن الحركة جادة في الالتزام اتفاق شرم الشيخ ولن تعطي إسرائيل الذرائع لاستئناف الحرب على الفلسطينيين في غزة، مشيرًا إلى أن الحركة تقوم بكل ما في وسعها لتسليم بقية جثامين الأسرى في غزة.

 

وأوضحت "حماس" أن التأخر في تسليم جثامين بقية الأسرى هو عدم معرفتها بمكان دفنهم بعد استشهاد عدد من مقاتلي القسام الذي كانوا يحتجزون بعض الأسرى، مما يصعب مهمة الحركة في العثور على بقية جثامين الأسرى.

 

وكانت "حماس" أعلنت أنها بصدد تسليم جثة أحد الأسرى مساء اليوم، لكن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أعلنت في وقت لاحق تأجيل عملية التسليم، وذلك بسبب خروقات الاحتلال.

 

تحذير أمريكي

 

في غضون ذلك، نقل موقع "أكسيوس" تحذير مسؤول أمريكي للكيان الصهيوني من اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

وقال المسؤول إن واشنطن لا ترى خرقًا للاتفاق من قبل "حماس" يستوجب ردًا، وحث الكيان ا على عدم اتخاذ إجراءات راديكالية قد تؤدي إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.