برز اسم القسامي القائد عمران أبو عودة (أبو حمزة) كواحد من أبرز القناصين في تاريخ كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعدما دوّن اسمه في سجل المقاومة بعمليات نوعية أوقعت قتلى بين صفوف جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي. لم يكن أبو حمزة مجرد مقاتل عادي، بل تحوّل إلى رمز ميداني يخشاه جنود الاحتلال، بعدما أثبت كفاءة استثنائية في عمليات القنص التي نفذها إلى جانب رفاقه القساميين. استشهاده لم يطفئ أثره، بل زاد من حضوره في الذاكرة الفلسطينية كأحد النماذج المشرّفة التي تؤكد أن المقاومة قادرة على ابتكار أساليب ميدانية موجعة رغم ترسانة العدو العسكرية.
بدايات القناص.. مسيرة رجل حمل البندقية بإيمان
وُلد الشهيد عمران أبو عودة في بيئة فلسطينية مشبعة بروح المقاومة والصمود. منذ شبابه المبكر، التحق بصفوف كتائب القسام، حيث تدرّج في العمل الميداني حتى اكتسب خبرات واسعة في القتال، ليختار بعدها طريقًا بالغ الخطورة: القنص. عرف عنه دقته وصبره الطويل في الترصد، وقدرته على التخفي في ظروف معقدة، وهو ما أهّله ليكون واحدًا من أبرز القناصين في صفوف القسام، ومن ثم قائداً ميدانياً يقود مجموعات تنفذ مهام نوعية خلف خطوط العدو.
عمليات نوعية أرعبت جنود الاحتلال
سطّر أبو حمزة اسمه بعمليات قنص بارعة، أوقعت قتلى إسرائيليين بارزين، من بينهم:
أساف كافري
إسرائيل يودكين
إيلي أمسالم
سالم خريشات
هذه العمليات لم تكن مجرد إصابات عابرة، بل شكلت ضربة موجعة لجيش الاحتلال الذي لطالما حاول تصوير نفسه كقوة لا تُقهر. كل عملية نفذها أبو حمزة كانت تحمل رسالة مزدوجة: للمحتل بأن دماء الفلسطينيين ليست مستباحة، وللشعب الفلسطيني بأن المقاومة قادرة على رد الصاع صاعين.
الاحتلال في حالة ارتباك دائم
بفضل دقة قنصه ونجاحاته المتكررة، بات اسم أبو حمزة يتردد في أروقة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كمصدر إزعاج دائم. عمليات القنص التي قادها تسببت في حالة ارتباك واسعة، دفعت جيش الاحتلال إلى شن حملات تمشيط ومداهمات متكررة بحثًا عنه وعن مجموعته. ورغم الإمكانات الهائلة التي سخّرها الاحتلال من طائرات مسيّرة وتقنيات مراقبة متقدمة، استطاع أبو حمزة أن ينجو مرارًا، مؤكدًا أن العقل المقاوم قادر على كسر الغطرسة التكنولوجية.
الاستشهاد.. لحظة ولادة جديدة في ذاكرة المقاومة
استشهد القائد القسامي عمران أبو عودة بعد مسيرة حافلة بالعمليات النوعية، لكنه ترك وراءه إرثًا بطوليًا سيظل حاضرًا في وعي الأجيال الفلسطينية. فشهادته لم تكن نهاية لقصته، بل بداية لتحوّله إلى أيقونة يقتدي بها المقاومون الجدد. ويؤكد رفاقه أن أبا حمزة كان يؤمن دومًا بأن "رصاصة القناص قد تغيّر موازين المعركة"، وهو ما تجسّد في عملياته التي زلزلت معنويات العدو ورفعت معنويات المقاومين.
رسائل أبو حمزة للأجيال القادمة
رحيل أبو حمزة لم يطفئ أثر رسائله، إذ تواصل كتائب القسام استحضار سيرته كجزء من أدبياتها التعبوية والتربوية، لتعليم الأجيال الجديدة معنى التضحية والانضباط والابتكار في مواجهة الاحتلال. فالقناص القسامي لم يكن مجرد منفذ عمليات، بل كان صاحب رؤية تؤمن بأن المقاومة فعل مستمر يتوارثه الأبناء عن الآباء حتى تحرير الأرض.
واخيرا فان قصة الشهيد القائد عمران أبو عودة (أبو حمزة) تمثل إحدى صفحات النضال الفلسطيني التي تُكتب بالدم والفداء. فقد استطاع أن يزرع الرعب في صفوف الاحتلال بعمليات دقيقة، وأن يقدّم نموذجًا فريدًا للمقاوم الملتزم والمؤمن بقضيته. باستشهاده، لم ينته حضوره، بل تحوّل إلى رمز خالد، يذكّر الجميع بأن فلسطين لا تنحني، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة سيبقى عاجزًا أمام إرادة مقاتل مؤمن ببندقيته وقضيته.