في إطار الحراك الدولي المستمر لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، انطلقت مؤخرًا "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" بتنظيم "أسطول الصمود العالمي"، الذي يضم أكثر من 50 سفينة من 44 دولة، بهدف إيصال مساعدات إنسانية رمزية إلى القطاع المحاصر.
ومع تزايد هذا الحراك، تصاعدت محاولات الاحتلال الإسرائيلي وآلته الدعائية للتحريض على الأسطول، مما ينبئ بإمكانية حدوث اعتراض وحشي للسفن المشاركة.
 

التحريض الإعلامي والسياسي
تسعى إسرائيل من خلال وسائل إعلامها الرسمية وغير الرسمية إلى تشويه صورة المشاركين في الأسطول، واتهامهم بالتحريض على الإرهاب، والتعاون مع جهات معادية.
وقد أصدرت تصريحات رسمية تهدد فيها باستخدام القوة ضد السفن، معتبرةً أن أي محاولة لكسر الحصار تهدد أمنها القومي.
هذا التحريض الإعلامي يهدف إلى خلق بيئة دولية مؤيدة للاعتداء على الأسطول، وتبرير أي تصرفات عدوانية قد تقوم بها القوات الإسرائيلية.
 

التهديدات العسكرية والاعتداءات السابقة
سبق أن تعرضت سفن ضمن "أسطول الحرية" لاعتداءات إسرائيلية، كان أبرزها الهجوم على السفينة "مافي مرمرة" عام 2010، الذي أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك.
وفي مايو 2025، تعرضت سفينة "الضمير" لهجوم من طائرات مسيرة إسرائيلية في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها.
هذه الاعتداءات تندرج ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لثني المتضامنين عن مواصلة جهودهم، وترويع المشاركين في الحراك الدولي.
 

التحديات المتوقعة أمام أسطول الصمود
رغم التحضيرات اللوجستية والتنظيمية، يواجه "أسطول الصمود العالمي" تحديات عدة، أبرزها:

  • التهديدات العسكرية المباشرة: إمكانية تعرض السفن للاعتراض بالقوة، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة أو الزوارق الحربية.
  • الضغوط السياسية والدبلوماسية: محاولات من بعض الدول الحليفة لإسرائيل للضغط على الدول المشاركة في الأسطول لثنيها عن المشاركة.
  • التحديات اللوجستية: صعوبات في التنسيق بين السفن المختلفة، والتعامل مع الظروف الجوية المتقلبة.
     

الدور المتوقع للمجتمع الدولي
يُتوقع من المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول الأعضاء، أن تتخذ مواقف حازمة لحماية المشاركين في "أسطول الصمود العالمي".
يجب على الدول الأعضاء الضغط على إسرائيل لوقف أي اعتداءات محتملة، وضمان حرية الملاحة في المياه الدولية.
كما ينبغي تعزيز الوعي الدولي حول حقوق الإنسان في غزة، وتقديم الدعم السياسي واللوجستي للمبادرات السلمية.

وأخيرا فإن "أسطول الصمود العالمي" يمثل تجسيدًا حيًا للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ويعكس إرادة الشعوب في مواجهة الحصار والظلم.
ورغم التحديات والتهديدات، يبقى الأمل في أن يسهم هذا الحراك في رفع الحصار عن غزة، وتحقيق العدالة الإنسانية.