في تغريدة جريئة ومباشرة، كتب الصحفي جمال سلطان: "قناعتي الشخصية، أن ما يتم الترويج له في الإعلام الرسمي المصري وتصريحات بعض المسؤولين عن استعداد مصر للمواجهة وتعرضها لمخاطر مشروعات إعادة تشكيل المنطقة، وأخبار تسخين عضلاتها العسكرية، هو محض خداع إعلامي، مجرد تجارة بالجرح الفلسطيني النازف، ومحاولة استثمار الأحداث لدعم وتقوية النظام المرتبك والمفتقر لأي مشروع وطني أو معنى لبقائه".
قناعتي الشخصية، أن ما يتم الترويج له في الإعلام الرسمي المصري وتصريحات بعض المسؤولين عن استعداد مصر للمواجهة وتعرضها لمخاطر مشروعات إعادة تشكيل المنطقة، وأخبار تسخين عضلاتها العسكرية، هو محض خداع إعلامي، اشتغاله بالتعبير الشعبي، ومجرد تجارة بالجرح الفلسطيني النازف، ومحاولة…
— جمال سلطان (@GamalSultan1) September 17, 2025
هذه الكلمات ليست مجرد رأي عابر، بل تشخيص صادم لحقيقة نظام يرفع شعارات كبيرة، يتحدث عن فلسطين وكأنه حاميها الوحيد، بينما يمارس على الأرض نقيض ما يقول. نظام يتاجر بأوجاع الأمة ليغطي على إفلاسه الداخلي، ويفرغ كل معنى للقضية الوطنية من مضمونها.
جمال سلطان: شعارات بلا مضمون
كما يشير جمال سلطان، الإعلام الرسمي يضخ وعودًا وصورًا عن “استعداد” و“مواجهة” و“تاريخية اللحظة”، لكن الحقيقة أن كل هذا ليس سوى ديكور.
فبينما يزعم النظام أن فلسطين هي شغله الشاغل، لا يتردد في اعتقال شاب يحمل علمها، أو ملاحقة مجموعة هتفت باسمها. هنا يتضح أن الهدف ليس القضية بل السيطرة، وليس المقاومة بل الدعاية.
جمال سلطان: من شعار فلسطين إلى شراكة في الإبادة
من أخطر ما يلفت إليه جمال سلطان أن هذا النظام، في الوقت الذي يملأ الدنيا ضجيجًا بخطاب دعم غزة، يقف عمليًا في الصف الخلفي لإسرائيل.
إغلاق معابر، تقييد المساعدات، التنسيق الأمني، وصمت مطبق على جرائم حرب ترتكب أمام العالم. هكذا يتحول الشعار إلى خيانة، والدعم المزعوم إلى مشاركة في جريمة تاريخية.
جمال سلطان: نظام بلا قضية وطنية واحدة
التشخيص الأهم الذي يقدمه جمال سلطان أن هذا النظام لم يحقق أي انتصار وطني منذ لحظة انقلابه:
- في الداخل: سحق الحريات، تجويع الشعب، اعتقال عشرات الآلاف.
- في الاقتصاد: انهيار الجنيه، تضاعف الدين، انعدام الرؤية.
- في القضايا القومية: فشل ذريع في ملف سد النهضة، وتفريط في الأرض، وتراجع إقليمي غير مسبوق.
نظام بهذا السجل الأسود لا يمكن أن يدّعي امتلاك مشروع وطني، أو أن يقود معركة مصيرية ضد خطر خارجي.
جمال سلطان يلخص المفارقة
كما كتب جمال سلطان بوضوح، لا يوجد دليل واحد على أن هذا النظام يعد الشعب لمواجهة خطر تاريخي، بل كل ما يفعله هو إذلاله وقمعه وتجويعه. هذه هي المفارقة القاتلة: سلطة ترفع راية فلسطين في الإعلام، بينما في الواقع تجرّد المصري من أبسط حقوقه، وتحوّله إلى مواطن درجة ثانية في وطنه.
النتيجة أن النظام المفلس، الذي يتاجر بالألم الفلسطيني ويُقزِّم دور مصر الإقليمي، لم يكسب قضية وطنية واحدة، ولن يكسب. فهو ببساطة بلا مشروع، بلا شرعية، وبلا قدرة على أن يكون قائدًا في معركة تخص الأمة كلها.