في مصر تحت حكم السيسي، أصبح الإهمال الطبي مرآة صادمة للفشل السياسي المتواصل، حيث تحولت المستشفيات الحكومية إلى ساحات للإهمال والكوارث الصحية المتكررة.
حادثة مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي، التي أدت إلى فقد أربعة مرضى بصرهم بعد عمليات روتينية لإزالة المياه البيضاء، ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة مأساوية من الحوادث.
فقد شهدت السنوات الأخيرة حالات مماثلة، منها وفاة مرضى إثر عدوى في مستشفيات شبرا والغربية، وإصابات متعددة بسبب أجهزة طبية معطلة أو أدوات غير معقمة في القاهرة والجيزة، ما يعكس ضعف الرقابة والإدارة.
هذه الحوادث المتكررة تظهر بوضوح أن الفشل الطبي مرتبط مباشرة بالفشل السياسي للنظام، الذي يغض الطرف عن الإهمال ويفضل الإجراءات الشكلية على المحاسبة الحقيقية، تاركًا المواطنين يدفعون ثمن سياسات الإهمال والإدارية المتهاونة.
مستشفى 6 أكتوبر مثال صارخ على هذا النمط: وزارة الصحة اكتفت بإجراءات شكلية، بينما بقي المرضى وأهاليهم في مواجهة الخطر الحقيقي، ما يعكس غياب الإرادة السياسية للتغيير أو حماية المواطنين.
https://www.facebook.com/reel/2616126652082470
فقدان 4 مرضى بصرهم بعد عمليات مياه بيضاء
في حادثة مأساوية لم يسبق لها مثيل، فقد أربعة مرضى بصرهم بشكل كامل بعد إجراء عمليات إزالة المياه البيضاء في مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بالدقي.
المرضى هم:
- محمد سعيد (65 عامًا): فقد بصره تمامًا بعد تعرض عينه لعدوى شديدة نتيجة استخدام أدوات غير معقمة.
- أحمد فتحي (72 عامًا): أصيب بتدهور حاد في الرؤية، تم نقله عاجلًا إلى مستشفى آخر لمحاولة إنقاذ البصر، دون جدوى.
- منى عبد الرحمن (58 عامًا): خضعت لعملية بسيطة ولكن إصابتها بالبكتيريا أدت إلى فقدان البصر جزئيًا، قبل أن تتدهور حالتها لاحقًا.
- كريم حسني (61 عامًا): عانى تورمًا شديدًا والتهابًا لم يُعالج على الفور، ما أدى إلى فقدان البصر بالكامل.
الحادث يوضح مدى الإهمال الطبي الفاضح، خاصة وأن عمليات إزالة المياه البيضاء تعتبر إجراءات روتينية وبسيطة غالبًا لا تهدد حياة المرضى أو بصرهم.
https://www.youtube.com/shorts/G6h0ltobyKs?feature=share
الأجهزة والإجراءات سبب رئيسي
الأهالي يؤكدون أن السبب الحقيقي للإصابات ليس عدوى غامضة كما تروج المستشفى، بل أجهزة طبية غير معقمة وإجراءات وقائية مهملة.
العمليات تمت باستخدام أدوات قديمة وأجهزة لم يتم تنظيفها وفق المعايير الطبية، ما أدى إلى انتقال البكتيريا إلى أعين المرضى مباشرة. بعض الأطباء حاولوا معالجتها سريعًا، لكن ضعف الاستجابة الإدارية والافتقار للرقابة جعلت النتيجة كارثية.
إجراءات شكلية وتهرب من المسؤولية
وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار، اكتفى بإجراءات شكلية مثل نقل الأطباء وإلغاء تعاقدهم، دون محاسبة المسؤولين عن الإهمال أو التسيب الإداري في المستشفى.
اللجان الفنية التي شُكّلت لم تشر إلى فشل الأجهزة والمعدات، بل ركزت على الطاقم الطبي، ما أثار غضب الأهالي الذين يرون أن الوزارة تهربت من مسؤوليتها المباشرة.
الأهالي وصفوا الإجراءات بأنها “مسكنات إعلامية” لتخفيف الغضب الشعبي، بينما الحقيقة أن الوزير ووزارته لم يتخذوا خطوات لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
استغاثات الأهالي والغضب الشعبي
الأهالي نشروا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وشهادات، مطالبين بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين.
اتهموا المستشفى بالادعاء أن السبب هو “عدوى بكتيرية غامضة”، بينما أكدوا أن السبب الحقيقي هو الإهمال في تعقيم الأجهزة والتقصير الإداري.
العديد من المغردين على تويتر وفيسبوك حملوا الوزير شخصيًا المسؤولية، مؤكدين أن الحوادث في المستشفيات الحكومية أصبحت متكررة بسبب غياب الرقابة والفساد الإداري المتواصل.
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=1811175453126450
نظام يدعم الإهمال ويتستر على الفشل
حادثة مستشفى 6 أكتوبر ليست مجرد خطأ طبي، بل نموذج لما وصفه الأهالي ووسائل الإعلام بـ الإهمال المتعمد والدفاع عن مصالح المسؤولين على حساب حياة المرضى.
فقدان أربعة مرضى بصرهم يشكل وصمة عار على وزارة الصحة والنظام الذي يواصل سياسة التهرب من المحاسبة، والاكتفاء بإجراءات شكلية للتغطية على الفشل.
الحل الحقيقي يتطلب مساءلة الوزير، وضمان صيانة الأجهزة والمعدات، وفرض رقابة صارمة على المستشفيات الحكومية، حتى لا تتحول الإجراءات الروتينية إلى كوارث إنسانية.