في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية عقب العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، شهدت إسرائيل أزمة جديدة على صعيد الأمن السيبراني، بعدما أعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مجموعة من قراصنة الإنترنت الأتراك نشرت أرقام هواتف 11 وزيرًا في الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب رقم رئيس الكنيست أمير أوحانا.
هذه التطورات جاءت بعد يوم واحد فقط من استهداف وزير الحرب يسرائيل كاتس بهجوم إلكتروني، لتطرح تساؤلات حول هشاشة المنظومة الأمنية الإلكترونية في دولة الاحتلال.
بالتوازي، تحدثت تقارير تركية عن زيارة مرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى قطر في 15 سبتمبر، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة دعم لقطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، وتأكيدًا على دور أنقرة في رسم معادلات المنطقة.
تفاصيل الهجوم الإلكتروني
وفقًا للتقارير الإسرائيلية، فقد شملت القائمة المسربة رقم هاتف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإن كان قديمًا على الأرجح، إلى جانب أرقام وزراء بارزين مثل وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وزير العدل ياريف ليفين، وزير الخارجية إيلي كوهين، الوزير دودي أمسالم، يوآف كيش، ميري ريغيف، ميكي زوهر، آفي ديختر، ونير بركات. كما تضمنت التسريبات رقم رئيس الكنيست أمير أوحانا.
الهجوم السيبراني الأخير لم يكن الأول من نوعه، لكنه أثار قلقًا واسعًا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة أنه جاء بعد ساعات من الهجوم على وزير الحرب يسرائيل كاتس، ما يعكس استهدافًا متعمدًا لشخصيات الصف الأول في الحكومة.
وسائل إعلام إسرائيلية وصفت التسريب بأنه "ضربة جديدة لهيبة إسرائيل الإلكترونية"، خصوصًا أن الاحتلال طالما قدّم نفسه كقوة رائدة في مجال الحرب السيبرانية.
دلالات ورسائل وراء الاستهداف
المراقبون اعتبروا أن استهداف وزراء الاحتلال ونشر بياناتهم من قبل هاكرز أتراك يحمل رسائل متعددة.
أولها، أن اختراق الأمن السيبراني الإسرائيلي بات ممكنًا رغم ما يتمتع به من سمعة قوية.
ثانيًا، أن التوقيت لم يكن صدفة، بل جاء في سياق إقليمي مشحون بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة، والتي خلفت شهداء من قيادات حركة حماس.
كما أن هوية المنفذين الأتراك تطرح دلالات سياسية، خاصة مع الموقف التركي الداعم لقطر وحماس، ورفض أنقرة لأي اعتداء على سيادة الدول في المنطقة.
زيارة أردوغان المرتقبة إلى قطر
في السياق نفسه، أفادت تقارير إعلامية تركية بأن الرئيس رجب طيب أردوغان سيزور الدوحة في 15 سبتمبر، أي بعد أيام قليلة من العدوان الإسرائيلي.
الزيارة تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز العلاقات الثنائية التقليدية، إذ يُنظر إليها كرسالة تضامن قوية مع قطر في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، وتأكيدًا على عمق الشراكة الاستراتيجية بين أنقرة والدوحة.
كما يرى محللون أن أردوغان يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز موقع بلاده كفاعل إقليمي رئيسي في ملفات المنطقة، خاصة القضية الفلسطينية التي تمثل ركيزة أساسية في خطاب أنقرة السياسي.
ومن المتوقع أن تشمل الزيارة مباحثات حول سبل التنسيق لمواجهة السياسات الإسرائيلية، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين.
تفاعل إقليمي متسارع
التزامن بين الضربات السيبرانية التي يتعرض لها الاحتلال، وزيارة أردوغان المرتقبة إلى قطر، يعكس حالة من الحراك المتسارع في المنطقة.
فالهجوم الإلكتروني كشف هشاشة إسرائيل في مجال حساس تعتبره إحدى أدوات قوتها، بينما الزيارة التركية إلى الدوحة تضيف بعدًا سياسيًا يعزز من عزلة الاحتلال بعد عدوانه الأخير.
في هذا السياق، تبدو إسرائيل أمام تحديات متزايدة على جبهات عدة: عسكرية في غزة، دبلوماسية في المنطقة، وسيبرانية على مستوى الأمن الداخلي.
وأخيرا فأحداث الساعات الأخيرة توضح أن العدوان على الدوحة لم يمر مرور الكرام، بل فجّر تداعيات سياسية وأمنية متلاحقة.
فبينما تعاني إسرائيل من فضيحة تسريب أرقام وزرائها، تستعد قطر لاستقبال الرئيس التركي في زيارة تحمل رسائل تضامن إقليمي قوية.
هذه التطورات تؤكد أن الاحتلال بات يواجه عزلة متزايدة وهجمات متعددة الأشكال، ما يضعه أمام اختبار صعب في الحفاظ على صورته كقوة مهيمنة في المنطقة.
وفي المقابل، تزداد فرص المحور القطري – التركي في تعزيز حضوره وتوجيه رسائل ردع لإسرائيل على أكثر من مستوى.
هل تحب أضيف فقرة خاصة عن ردود الفعل داخل إسرائيل على التسريبات (زي غضب الوزراء أو تعليقات الصحف العبرية) علشان يكون التقرير أكتر حيوية؟