أصدر الأزهر الشريف بيانًا شديد اللهجة أدان فيه ما وصفه بـ"العدوان الإرهابي" على الأراضي القطرية، مؤكدًا أن ما جرى يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداءً سافرًا على السيادة الوطنية لدولة عربية شقيقة.

وقال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن "هذا العدوان الغاشم الذي استهدف عددًا من قيادات وفد التفاوض الفلسطيني في قطر يكشف بوضوح عن نوايا الاحتلال في نشر الفوضى وزعزعة الأمن الإقليمي، وتحويل المنطقة إلى ساحة مفتوحة للصراعات والحروب".

وأضاف البيان أن ما ارتكبته إسرائيل "يُعَد تصعيدًا خطيرًا يتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية، ويضرب عرض الحائط بجهود الوساطة الدولية والإقليمية الرامية إلى تحقيق التهدئة في غزة، ويؤكد أن الاحتلال لا يرغب في أي حلول سلمية، بل يصر على سياسة الدم والدمار".

 

وشدد الأزهر على أن استهداف الدوحة -وهي إحدى أبرز العواصم العربية التي احتضنت جهود المصالحة الفلسطينية والمفاوضات غير المباشرة- "يمثل تحديًا مباشرًا لإرادة الأمة العربية والإسلامية، واستفزازًا لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم".

كما دعا البيان العالم العربي والإسلامي إلى رص الصفوف وتوحيد المواقف لمواجهة ما وصفه بـ"غطرسة الكيان المحتل وسلوكه الإجرامي"، مؤكدًا أن الصمت والتخاذل في مواجهة هذه الاعتداءات "لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الشعوب العربية والإسلامية".

وطالب الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والحقوقية بالقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في المنطقة، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الدول والشعوب "سيقود إلى عواقب وخيمة تهدد الأمن والسلم العالميين".