كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية متطابقة عن تفاصيل جديدة تتعلق بمحاولة الاغتيال التي استهدفت، أمس الثلاثاء، عدداً من أبرز قادة حركة حماس خلال اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة، والتي باءت بالفشل رغم ضخامة العملية.

وأكدت مشاهدات محلية أن أكثر من عشرة انفجارات دوّت في أرجاء الدوحة، أعقبها تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من أحد المباني المستهدفة، في وقتٍ أفادت مصادر قيادية في الحركة لقناة الجزيرة بأن جميع قيادات حماس المشاركين في الاجتماع نجوا من الغارة، التي جاءت بينما كانوا يناقشون مقترحاً قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، ولم تكشف المصادر عن وقوع إصابات أو خسائر مادية.
 

تفاصيل العملية
في بيان رسمي، أعلن جيش الاحتلال أن العملية حملت اسم "قمة النار"، واستهدفت مبنى يقطنه عدد من قادة حماس البارزين، بينهم الدكتور خليل الحيّة، رئيس وفد التفاوض، إلى جانب قيادات أخرى مثل زاهر جبارين ومحمد درويش. وادعى الجيش أن الضربة كانت “جوية دقيقة” وجاءت بعد متابعة استخبارية مكثفة.

وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، شارك نحو 15 طائرة حربية في العملية، وأسقطت أكثر من عشر قنابل موجهة نحو الهدف. وأوضحت أن الطائرات زُوّدت بالوقود جواً لمواصلة المهمة.
 

تضارب الروايات
في الساعات الأولى، سارعت بعض وسائل الإعلام العبرية إلى إعلان “استشهاد” الدكتور خليل الحيّة وعدد من القيادات المستهدفة، لكن هذه الأنباء سقطت سريعاً بعد صدور تأكيدات رسمية من حماس بسلامة قادتها، الأمر الذي اعتبره مراقبون إخفاقاً استخبارياً وعسكرياً جديداً للاحتلال.

كما لفتت القناة 12 العبرية إلى أن التخطيط والتنفيذ تمّا من موقعين مختلفين: غرفة عمليات سلاح الجو في الكرياه بتل أبيب، وغرفة عمليات جهاز الأمن العام (الشاباك)، بحضور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية.
 

صمت رسمي إسرائيلي
في أعقاب فشل العملية، أصدرت الحكومة الإسرائيلية توجيهات مباشرة لوزرائها بعدم الإدلاء بأي تصريحات أو إجراء مقابلات إعلامية، بما في ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إشعار آخر، وهو ما يعكس حساسية العملية وارتداداتها السياسية والأمنية.