شهدت العاصمة السويسرية أمس الأربعاء تصعيدًا جديدًا ضد الموقف المصري من العدوان على غزة، حيث هاجم نشطاء السفارة المصرية مستخدمين الألعاب النارية التي أطلقوها باتجاه المبنى، وسط هتافات غاضبة تندد بـ"تواطؤ عبد الفتاح السيسي في الإبادة الجماعية والتجويع بحق سكان القطاع".

المتظاهرون لم يكتفوا بذلك، بل تمكنوا من رفع العلم الفلسطيني على واجهة السفارة في مشهد رمزي أثار تفاعلاً واسعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وردد المشاركون شعارات مناهضة للسيسي وإسرائيل، أبرزها: "السيسي عدو الله"، "غزة حرة رغم أنفكم"، و"الموت لإسرائيل".

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by orghan.ch (@orghan.ch)

هذا الهجوم الرمزي على سفارة مصر في سويسرا جاء كحلقة جديدة ضمن سلسلة تحركات شعبية متصاعدة تستهدف السفارات والبعثات المصرية حول العالم، في رسالة ضغط واضحة بأن الشارع العربي والإسلامي والدولي لم يعد يكتفي ببيانات الإدانة، بل انتقل إلى خطوات عملية لإيصال غضبه.
 

احتجاجات سابقة في عواصم عربية وأوروبية

  • بيروت (لبنان): شهد محيط السفارة المصرية وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات من أبناء المخيمات الفلسطينية ونشطاء لبنانيون، رُفعت خلالها لافتات تطالب بفتح معبر رفح فورًا، وتخللها محاولة اقتحام رمزية للسفارة قبل أن تتدخل القوى الأمنية وتمنع تفاقم الموقف.
  • إسطنبول وأنقرة (تركيا): نظّم نشطاء وقفات ومسيرات احتجاجية ضخمة ضمن فعاليات "يوم التضامن العالمي مع غزة"، رُفعت خلالها لافتات من بينها: "إما أن تفتحوا المعابر... أو دعونا نذهب بالملايين".
  • لندن (المملكة المتحدة): أغلق المئات مبنى السفارة المصرية بوضع عصا حديدية بين البوابات، وعلقوا كوفية فلسطينية على المدخل، في مشهد رمزي لاقى انتشارًا واسعًا.
  • تونس: خرج المئات في مظاهرة قرب السفارة المصرية للمطالبة بفتح معبر رفح وكسر الحصار، لتندلع مواجهات محدودة عقب منعهم من الاقتراب، واعتُقل أحد المتظاهرين قبل أن يُفرج عنه لاحقًا.
  • طرابلس (ليبيا) وفنلندا: شهدت وقفات ضخمة أمام البعثات المصرية، حيث أغلق نشطاء في فنلندا بوابة السفارة هناك في مشهد مشابه لسويسرا.
     

شعارات الغضب ورسائل مباشرة إلى النظام المصري
في مختلف العواصم، لم تخلُ التظاهرات من شعارات حادة مثل: "غزة جعانة يا حكومات عربية جبانة"، و"الشعب يريد إغلاق السفارة".
في سويسرا تحديدًا، جاء المشهد أكثر حدة مع الألعاب النارية ورفع العلم الفلسطيني، وهو ما عكس انتقال الغضب الشعبي إلى مستويات أعلى من الرمزية والاحتجاج.
 

انتقادات إعلامية لاذعة
الإعلامي الفلسطيني نظام المهداوي وصف تعامل النظام المصري مع الناشط أنس حبيب بأنه "مبالغة مفضوحة"، معتبرًا أن الدولة المصرية "ترتعد أمام شخص واحد"، بينما تُمعن في قمع معارضيها داخليًا.
وأضاف: "النظام المصري يعيش حالة هشاشة ورعب من أي صوت فردي، رغم استقوائه بالأجهزة الأمنية".