تعرضت قرية ترسين النائية في جبال مرة في إقليم دارفور غربي السودان لانزلاق أرضي هائل بفعل الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى تدمير القرية بالكامل وابتلاعها تحت الأرض.
بحسب حركة جيش تحرير السودان (SLM/A)، التي تسيطر على المنطقة، فقد لقي أكثر من 1,000 شخص مصرعهم ولم ينجو سوى شخص واحد.
 

منطقة كارثية يصعب الوصول إليها
تقع القرية في منطقة جبلية نائية ضمن سلسلة جبال بركانية تتجاوز ارتفاعاتها 3,000 متر، ما يجعل الوصول إليها شبه مستحيل.
الطرق مدمرة، والطريق الوحيد المتاح هو بصعوبة عبر المشي أو باستخدام الحمير .

الأوضاع معقدة بسبب النزاع الدائر بين الجيش والقوات المتحالفة، ما يعوق وصول فرق الإنقاذ إلى الموقع وهو ما تأخر في تقديم المساعدات فلم تستطع قوات الإنقاذ حتى هذه اللحظة سوى من انتشال ٩٠ جثة حتى الآن من مكان الانهيار الأرضي بقرية ترسين في إقليم دارفور في غرب السودان، من نحو ألف شخص لقو مصرعهم في الانزلاق الأرضي الضخم.

 

وكانت حركة "جيش تحرير السودان"، أعلنت أنه لم ينج من الانهيار الأرضي سوى شخص واحد.
وأضافت الحركة، التي يقودها عبد الواحد نور، أن الانهيار الأرضي وقع يوم الأحد الماضي إثر هطول أمطار غزيرة.
وأوضحت أن "انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة أدت إلى دمار كامل لقرية ترسين - شرق جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني، ومصرع كامل سكّانها الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من ألف شخص، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد".

وشددت الحركة على أن القرية "سوّيت بالأرض تماما" نتيجة لهذا الانزلاق الأرضي، مناشدة "الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية والضمير الإنساني الحي مساعدتنا لانتشال جثامين الموتى من تحت التراب ويقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال"، وفق ما أفادت وكالة "فرانس برس".
 

"مأساة إنسانية"
من جهته، وصف حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن ما وقع بقرية ترسين بالمأساة الإنسانية التي تفوق حدود الإقليم.
وأضاف في منشور على صفحته بفيسبوك "أن الإقليم فقد عددً كبيراً من المواطنين في كارثة طبيعية مدمرة".

كما ناشد حاكم إقليم دارفور المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة، واصفاً الموقف باللحظة الحرجة.

ويغطي جبل مره الواقع غربي البلاد مساحة 12.800 كلم2، حيث يبلغ ارتفاعه 10.000 قدم فوق مستوى سطح البحر، ويتكون من سلسلة مرتفعات بطول 240 كلم، وعرض 80 كلم، تتخللها الشلالات والبحيرات البركانية حيث تهطل الأمطار في كل فصول السنة تقريباً.

وكانت ترسين ملاذًا لعدد كبير من النازحين من القتال الدائر في دارفور، ما ساهم في زيادة عدد السكان المعرضين للخطر في الجبال.
هذه المنطقة، التي انتشرت فيها المجاعة والنزاع، مثّلت بيئة خصبة للكوارث الطبيعية والبشرية على حد سواء.

والانزلاق الأرضي يُعد من بين أخطر الكوارث الطبيعية التي ضربت السودان في السنوات الأخيرة، ويتزامن مع أزمة إنسانية عملاقة في بدايتها.
 

استجابة الأمم المتحدة والمنظمات
دعت حركة تحرير السودان المجتمع الدولي إلى التدخل فورًا، وتقديم المساعدة لاستخراج الجثث المنكوبة تحت الأنقاض.
من جانبه، أكّد أنطوان جيرار، المنسّق الإنساني بالأمم المتحدة للسودان، أن فرق الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في الوصول بسبب الطرق الوعرة وأحوال الطقس السيئة، مؤكدًا أن استئناف التحركات قد يتطلب أيامًا.
 

خلفية الكارثة: حرب ومجاعة مضاعفة.. دعوات عاجلة وتحديات الاستجابة
القطاع الإنساني الدولي مُطالب اليوم بتحرك سريع جداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتقديم الدعم الضروري للناجين الذين فقدوا منازلهم وأُسرتهم في ليلة واحدة.
لكن استجابة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مُعطّلة إلى حد كبير بسبب قيود الحركة والتحكّم بالمناطق. يحتاج الأمر إلى جسر جوي ومستويات تأمين عالية ليستجيبوا للوضع الكارثي