في مشهد أثار مخاوف الرأي العام الأميركي، أعلنت وزارة الصحة في الولايات المتحدة تسجيل أول إصابة بشرية مؤكدة بالدودة الحلزونية، وهي مرض طفيلي خطير يعرف علمياً باسم Screwworm Fly، ويُصنف من أخطر الإصابات الطفيلية التي تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء. وتأتي هذه التطورات في وقت لم يتعافَ فيه العالم تماماً من تبعات جائحة كورونا، ما أعاد إلى الواجهة شبح الأوبئة والكوارث الصحية.
وبحسب البيان الرسمي، فإن المصاب مواطن أميركي عائد من إحدى دول أميركا اللاتينية، حيث يُعتقد أنه التقط العدوى هناك قبل أن تتطور حالته داخل الولايات المتحدة.
ويعود هذا المرض إلى نشاط ذبابة أنثى تُعرف باسم "ذبابة الدودة الحلزونية"، التي تضع ما بين 200 إلى 300 بيضة على أي جرح أو خدش في جسم الإنسان أو الحيوان، لتفقس خلال ساعات وتتحول إلى يرقات تبدأ باختراق الأنسجة الحية والتغذي عليها مباشرة، هذه العملية تترك ثقوباً خطيرة في اللحم، وقد تؤدي إلى وفاة المصاب خلال أسبوعين إذا لم يتلق العلاج السريع.
تاريخ طويل من المعاناة
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها أميركا تهديد "الدودة الحلزونية". ففي ستينيات القرن الماضي، شهدت الولايات المتحدة والمكسيك انتشاراً واسعاً للمرض، الأمر الذي كبّد المزارعين خسائر فادحة بسبب إصابة ملايين رؤوس الماشية سنوياً.
حينها لجأت الدولتان إلى أسلوب مبتكر لمكافحة الذبابة، عبر برنامج "الذباب العقيم"، الذي اعتمد على إنتاج مليارات من ذكور الذباب داخل المختبرات، وتعقيمها بالإشعاع قبل إطلاقها بالطائرات، ما أدى إلى تراجع أعدادها تدريجياً حتى تم إعلان القضاء عليها في المنطقة قبل عقود.
لكن عودة تسجيل حالات بشرية وحيوانية مؤخراً، وخاصة بعد إعلان المكسيك في أبريل الماضي عن 8 إصابات مؤكدة، أثار قلقاً بالغاً في واشنطن، ودفع السلطات الأميركية إلى اتخاذ إجراءات احترازية عاجلة، من بينها إغلاق مؤقت لمنافذ استيراد الماشية الحية من المكسيك.
خطط المواجهة
ولمواجهة الخطر المحتمل، خصصت وزارة الزراعة الأميركية أكثر من 100 مليون دولار لإنشاء مصانع جديدة لإنتاج الذباب العقيم، إضافة إلى تكثيف جهود المراقبة باستخدام تقنيات حديثة تشمل المصائد الذكية، كلاب الكشف البيولوجي، وحتى "دوريات خيالة" لمراقبة القطعان في المناطق الحدودية. ويؤكد خبراء الصحة البيطرية أن انتشار هذه الآفة في قطاع الثروة الحيوانية قد يتسبب بكارثة اقتصادية تهدد صناعة اللحوم والألبان الأميركية.
تفاعل واسع على وسائل التواصل
الخبر لم يمر مرور الكرام، إذ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والقلقة في آن واحد.
كتبت مايا: "تخيلوا دودة تأكل لحم الإنسان وهو حي؟ إذا تفشت، ستكون كارثة بلا علاج ولا لقاح".
بينما حاول محمد التهوين قائلاً: "لماذا الخوف؟ الجروح يجب أن تُغطى وتُطهر، ويمكن تجنبها بسهولة بعد ستر رب العالمين".
وغرّد سمير: "كورونا انتهت وتأتينا دودة تأكل اللحم.. إذا لم يوقفوها بسرعة سنراها في كل مكان".
فيما عبر مارك عن حسرة أكبر: "لعقود هزمنا هذه الدودة واستأصلناها من أميركا.. والآن نعود لنخوض نفس المعركة في وقت بلدنا يواجه أزمات لا تنتهي".
تحذيرات العلماء
يحذر خبراء الصحة العامة من خطورة التهاون، مشيرين إلى أن انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر ممكن وسريع، خاصة في حال وجود جروح مكشوفة أو عدم توفر الرعاية الصحية السريعة، ويؤكدون أن السيطرة على تفشي المرض في بدايته هي السبيل الوحيد لتجنب كارثة صحية واسعة النطاق.
شاهد الفيديو:
https://youtu.be/yvn9287_mbM