أثارت تصريحات الموفد الأمريكي توماس باراك خلال مؤتمره الصحفي في قصر بعبدا، عاصفة غضب غير مسبوقة في الأوساط اللبنانية، بعد أن تعامل مع الصحفيين الحاضرين بطريقة اعتُبرت مهينة ومخالفة لأبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية.
وخلال المؤتمر، وعوضًا عن تقديم إجابات واضحة حول الملفات الشائكة التي ينتظرها الرأي العام، خاطب باراك الصحفيين قائلًا: "اصمتوا لحظة.. في اللحظة التي يصبح فيها الوضع فوضويًا و'حيوانيًا' سنرحل"، وهو تصريح أثار استياءً واسعًا واعتُبر إهانة مزدوجة لكل من الصحفيين اللبنانيين الذين يمثلون السلطة الرابعة، وللشعب اللبناني الذي تابع المشهد بدهشة وغضب.
غضب على مواقع التواصل
مقطع الفيديو الذي وثق لحظة التصريحات انتشر بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل، لا سيما على منصة "إكس"، حيث تحول إلى وسم متداول بكثافة. ناشطون ومعلقون اعتبروا أن باراك تصرف وكأنه "الحاكم المطلق" الذي يوزع التعليمات، بدلًا من أن يتحدث بصفته مبعوثًا دبلوماسيًا يمثل دولة كبرى.
https://x.com/lebanondebate/status/1960311325294211338
المراقبون أشاروا إلى أن الموقف كان يستدعي رد فعل فوري من الصحفيين بمغادرة القاعة، معتبرين الصمت حينها تقصيرًا في الدفاع عن الكرامة المهنية.
مواقف وتعليقات
مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية، كتب على منصة "إكس": "الدبلوماسي الأمريكي #توم_باراك، لو جعلتموه ترند ليومين في منطقة الشرق الأوسط، سيذهب إلى الجحيم ويخسر وظيفته، لكن أنتم لا تحترمون أنفسكم".
https://x.com/mamoun1234/status/1960353364132184456
فيما سخر رجل الأعمال نجيب ساويرس من الجدل، وكتب عبر حسابه على "إكس": "الراجل مش عايز فوضى في التكالب على الأسئلة، لا يقصد أي إهانة لكن الحقيقة ده بيحصل من الصحفيين في العالم كله.. وهو بس حديث في السياسة 😊".
https://x.com/NaguibSawiris/status/1960411963231756419
نقابة المحررين ترد
بدورها، أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانًا شديد اللهجة، أعربت فيه عن "استهجانها الشديد" لما بدر من الموفد الأمريكي، معتبرة أن وصف الإعلاميين بـ"الحيوانيين" تصرف غير مقبول على الإطلاق.
وجاء في البيان:
"إن ما صدر عن براك يمثل إهانة مباشرة لكرامة الجسم الإعلامي اللبناني، ويُظهر استخفافًا غير مبرر بدور الصحافة، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه".
وطالبت النقابة الموفد الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية بتقديم اعتذار علني وصريح، محذرة من أن تجاهل الأمر قد يدفعها إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، بدءًا من دعوة الجسم الإعلامي لمقاطعة زيارات واجتماعات باراك، وصولًا إلى إجراءات أوسع دفاعًا عن كرامة الصحافة اللبنانية.
وختم البيان بالتشديد على أن: "احترام الإعلام هو جزء لا يتجزأ من احترام السيادة اللبنانية، وأي إساءة للصحفيين هي إساءة إلى لبنان بكل مكوناته."