قال المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، رون بن يشاي، يوم الاثنين، إن على “إسرائيل” الموافقة على عرض كتائب القسام بفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مقابل السماح بإدخال الأغذية والأدوية للأسرى الإسرائيليين عبر الصليب الأحمر.

وأضاف بن يشاي في تصريحات صحفية، ترجمتها وكالة “صفا”، أنه من الضروري إعادة النظر في أولويات الحرب، داعيًا إلى تحويل الهدف من “القضاء على حماس” إلى إبرام صفقة تبادل شاملة تنهي الحرب.

 

جريمة وخيانة

وفي السياق ذاته، وجّهت الكاتبة الإسرائيلية إفرات ليبوفيتز انتقادات حادة للمجتمع الإسرائيلي والديني خاصة، معتبرة أن استمرار تجاهل المجاعة والمعاناة في قطاع غزة خيانة صريحة للتعاليم اليهودية ولقيم التوراة نفسها.

ورأت الكاتبة في مقال نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أن صور المجاعة والدمار في غزة تُعيد إلى الأذهان ما ورد في سفر مراثي إرميا “الذي يُتلى تقليديا في طقوس الحداد على خراب الهيكل، وتحديدا في ليلة ذكرى التاسع من أغسطس”.

وتؤكد ليبوفيتز، أن المأساة هذه المرة يعيشها الطرف الآخر: “الصور المروّعة للأطفال الجوعى والمرضى في غزة، والآباء العاجزين عن إطعام أبنائهم، تتطابق بشكل مفجع مع ما كُتب في المراثي قبل 2500 عام”.

وأضافت: “نحن الذين كنا ضحايا على مدى التاريخ، أصبحنا اليوم نكرر نفس الأذى الذي لحق بنا”.

وترى الكاتبة أن هذا الانهيار في غزة يتطلّب موقفا أخلاقيا حازما من المجتمع اليهودي.

وأكدت إفرات ليبوفيتز، أن العار الأكبر ليس في فعل الظلم فقط، بل في إنكار حدوثه.

وتابعت: “ما نفعله في غزة منذ أكثر من 22 شهرا هو الجريمة بعينها، أما صمتنا فهو الشهادة الكاملة على هذه الجريمة”.

وأكدت إفرات ليبوفيتز، أن من لا يرفع صوته لوقف الحرب والحصار، يعترف ضمنا بأن المجاعة جزء من أهدافه.

وأمس أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أن القسام مستعدة لتسليم مساعدات الصليب الأحمر للأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة بشرط فتح دولة الاحتلال الممرات الإنسانية بشكل دائم وإيقاف الطلعات الجوية أثناء التسليم.

وقال أبو عبيدة، إن القسام “مستعدة للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أي طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة”.

وأضاف “نشترط لإدخال الطعام للأسرى فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لعوم أبناء شعبنا في كل مناطق القطاع”.

وأشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين لن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار.

وأكد أن كتائب القسام “لا تتعمد تجويع الأسرى لكنهم يأكلون مما يأكل منه مقاتلوها وعموم أبناء الشعب الفلسطيني”.

وأشار أبو عبيدة إلى أن على دولة الاحتلال وقف عملياتها الجوية أثناء تسليم المساعدات للأسرى الإسرائيليي.

وكان المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران قد أكد الأحد أن حرب التجويع في قطاع غزة دخلت المرحلة الخامسة.

وأوضح أن عدد ضحايا سوء التغذية في ازدياد مستمر، لافتا إلى أن تسجيل 175 وفاة بسبب التجويع، منها 6 خلال 24 ساعة فقط، إلى جانب آلاف الحالات المرضية التي تستقبلها المستشفيات يوميا.