اندلع فجر اليوم الأربعاء حريق هائل في محول كهرباء بقرية طموة التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، مما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي، في ظل تصاعد الغضب الشعبي جراء استمرار انقطاع الكهرباء والمياه لليوم الخامس على التوالي عن معظم مناطق المحافظة، دون أي حلول ملموسة من الجهات المعنية.

وبحسب شهود عيان، تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف من موقع الحريق، ما أثار الذعر بين سكان المنطقة، خصوصاً مع اقتراب النيران من منازلهم. وسارعت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحادث في محاولة للسيطرة على الحريق، الذي خلّف أضرارًا مادية كبيرة دون تسجيل إصابات بشرية حتى اللحظة.

 

انقطاع الكهرباء.. وجحيم الصيف

الحريق يأتي في وقت تعاني فيه محافظة الجيزة من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي والمياه لليوم الخامس على التوالي، في ظل موجة حرّ خانقة تجاوزت فيها درجات الحرارة 41 درجة مئوية في القاهرة الكبرى، ووصلت إلى 45 درجة في بعض محافظات الصعيد.

وقال سكان في مناطق الهرم وفيصل إن التيار الكهربائي ينقطع بشكل منتظم منذ أيام، يعقبها عودة التيار لفترات لا تزيد عن ساعتين، قبل أن يعاود الانقطاع مجددًا. ووصف بعضهم الوضع بأنه "لا يُطاق"، خصوصًا مع غياب جدول زمني واضح لتوزيع الأحمال.

 

أزمة مياه خانقة

إلى جانب أزمة الكهرباء، اشتكى الأهالي من انقطاع مياه الشرب بشكل تام في عدد كبير من الأحياء، بسبب انقطاع الكهرباء، حيث تكررت شكاوى مماثلة من مناطق العمرانية الشرقية، والطوابق بفيصل، والطالبية بالهرم. وأشار السكان إلى أن وعود المسؤولين بإعادة المياه تدريجياً لم تُنفّذ، مؤكدين أنهم باتوا يعتمدون على شراء المياه المعدنية أو ملء الجراكن من مناطق بعيدة، وسط ظروف صحية ومعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.

 

خدمات مشلولة وصمت حكومي

الانقطاع لم يقتصر على الكهرباء والمياه فقط، بل امتد ليشمل خدمات الاتصالات والإنترنت، مما تسبب في تعطل الأعمال عن بعد، وتوقف العديد من المصالح الشخصية والمهنية، خاصة في ظل اعتماد المواطنين على الإنترنت في تسيير شؤون حياتهم اليومية.

ورغم تصاعد الغضب الشعبي، لم تصدر أي تصريحات رسمية تشرح تفاصيل الحريق أو توضح أسباب الأعطال المستمرة في شبكة الكهرباء والمياه، ما زاد من حالة السخط والاحتقان في الشارع الجيزاوي، وطرح تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية للدولة في مواجهة أبسط الأزمات.

 

"كأننا في القرن التاسع عشر"

يقول محمود (40 عامًا) من سكان منطقة فيصل: "كأننا نعيش في القرن التاسع عشر.. لا كهرباء ولا مياه، ولا حتى شبكة موبايل نقدر نتواصل بها. كل ده في عز الحر، وأولادنا مش عارفين يناموا ولا يروحوا دروسهم.. وإحنا مش لاقيين أي مسؤول يرد علينا".

 

مطالب بتحقيق عاجل وحلول جذرية

في ظل استمرار الأزمة، يطالب المواطنون بفتح تحقيق عاجل في ملابسات حريق محول كهرباء أبو النمرس، وفي أسباب تعطل محطة محولات جزيرة الذهب، التي تُعد المغذي الرئيسي للكهرباء في الجيزة. كما يطالبون بخطة طوارئ واضحة لمواجهة الأزمة، وتعويض المتضررين عن الأيام التي قضوها دون خدمات أساسية.

الفيديو:
https://www.facebook.com/reel/1063614685481705