تحوّل حفل افتتاح مهرجان سالزبورغ الثقافي لعام 2025 إلى ساحة احتجاج، بعدما أقدم ناشطون مؤيدون لفلسطين على مقاطعة الفعالية التي حضرها كبار الشخصيات، يتقدمهم الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، إلى جانب نائب المستشار النمساوي ووزير الثقافة أندرياس بابلر، والمفكرة الأمريكية البولندية الشهيرة آن أبلباوم.

وخلال اللحظات الأولى من الحفل الذي أقيم وسط حضور جماهيري وإعلامي كثيف، علت هتافات المتظاهرين من داخل القاعة مرددين شعارات مناهضة للسياسات الإسرائيلية في غزة، من بينها "أيديكم ملطخة بالدماء" و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، كما رفعوا لافتات تعبر عن تضامنهم مع المدنيين المحاصرين في القطاع.

قطع الكلمة الرسمية وتدخل أمني

الاحتجاج أربك البرنامج الرسمي للافتتاح، واضطر نائب المستشار النمساوي إلى مقاطعة كلمته، محاولًا تهدئة الموقف عبر دعوة المحتجين إلى "نقاش مفتوح"، في وقت تدخل فيه أفراد الأمن لإخراج المتظاهرين من القاعة حرصًا على سير الفعالية. ورغم استئناف المراسم لاحقًا، فإن المشهد ترك أثرًا واضحًا على الأجواء العامة وأعاد تسليط الضوء على الأزمة المتفاقمة في غزة.

أبلباوم: صور الأطفال الجوعى في غزة "مؤلمة"

وفي كلمتها الافتتاحية، عبّرت المؤرخة آن أبلباوم عن "تأثرها الشديد" بصور الأطفال الذين يتضورون جوعًا في غزة، مشددة على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي، وداعية المجتمع الدولي إلى التحرك لإنقاذ المدنيين المحاصرين. حديث أبلباوم، الذي جاء في سياق ثقافي وأكاديمي، قوبل بترحيب حذر من الحضور، لكنه عكس حجم التأثير الذي باتت تمارسه مشاهد المجاعة والانهيار الإنساني في القطاع على الرأي العام الغربي.

موجة احتجاجات أوروبية متصاعدة

الاحتجاج داخل مهرجان سالزبورغ يأتي في سياق أوسع من الغضب الشعبي المتنامي في العواصم الأوروبية، حيث شهدت مدن كبرى كبرلين وباريس وبروكسل مظاهرات حاشدة خلال الأيام الماضية، نددت باستمرار الحصار والهجمات على قطاع غزة، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

وتداولت وسائل إعلام أوروبية على نطاق واسع مشاهد من تلك الاحتجاجات، بالإضافة إلى صور مأساوية من غزة تظهر أطفالًا ونساءً وكبار سن في طوابير طويلة للحصول على مياه شرب أو وجبة غذاء بسيطة.

تحذيرات متكررة من كارثة إنسانية

وتزامنًا مع هذه الأحداث، حذرت منظمات دولية، من بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من خطر المجاعة المحدق في القطاع، لاسيما في شمال غزة. وأكدت تقارير أممية أن شح المياه النظيفة والغذاء بات يهدد حياة آلاف الأطفال والمسنين، في ظل صعوبة دخول المساعدات وتفاقم الأوضاع الصحية والبيئية.

الفيديو:

https://www.facebook.com/reel/1548724236511879