أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارًا يقضي بمنع الإعلامية مها الصغير من الظهور الإعلامي لمدة 6 أشهر، وذلك على خلفية اتهامات بسرقة أعمال فنية تعود لعدد من الفنانين الأجانب، في واقعة اعتبرها كثيرون اعتداءً صارخًا على حقوق الملكية الفكرية وخرقًا واضحًا لأخلاقيات المهنة.

 

القرار الرسمي.. ومنع مؤقت فقط
وجاء في بيان رسمي صادر عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن قرار المنع جاء نتيجة "مخالفة مها الصغير للمعايير والأكواد الصادرة عن المجلس".

وعلى الرغم من جسامة الاتهامات، اكتفى المجلس بإجراء إداري يتمثل في حظر الظهور الإعلامي لمدة نصف عام، وهو ما اعتبره مراقبون "عقوبة هزيلة" لا تتناسب مع طبيعة الجريمة ولا تحمل ردعًا حقيقيًا، خاصة في ظل غياب أي إجراءات قانونية صارمة بحق مرتكبي مثل هذه الأفعال من أصحاب النفوذ أو الأسماء المعروفة.

 

تصعيد قانوني.. إحالة للنيابة العامة
في سياق متصل، أعلن المجلس أنه أحال ملف القضية إلى النيابة العامة، لفتح تحقيق رسمي في ما تم تداوله بشأن تعدي مها الصغير على حقوق ملكية فكرية لأعمال فنية مملوكة لآخرين، مستندًا في ذلك إلى القوانين المعمول بها في مصر والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المؤلف.

ويفتح هذا الإجراء الباب أمام احتمالية اتخاذ خطوات قانونية أكثر صرامة، إلا أن مراقبين لا يبدون تفاؤلًا كبيرًا في ظل السوابق التي شهدت إفلات شخصيات بارزة من العقاب في قضايا مشابهة.

 

خطأ جماعي.. "معكم منى الشاذلي" في قفص الانتقاد
ولم تتوقف تداعيات الأزمة عند مها الصغير، إذ وجّه المجلس الأعلى للإعلام لفت نظر لفريق إعداد برنامج "معكم منى الشاذلي"، لتحمله مسؤولية عدم تحري الدقة خلال إعداد إحدى الحلقات التي ظهرت فيها مها الصغير وقدّمت فيها اللوحات المسروقة على أنها من إبداعها الشخصي، ما أدى إلى "مخالفة المعايير المهنية والإعلامية"، وفقًا للبيان الرسمي.

 

القصة الكاملة: ثلاث لوحات وثلاثة فنانين
بدأت الأزمة عندما ظهرت مها الصغير، زوجة الممثل أحمد السقا، في برنامج "معكم منى الشاذلي"، وقدّمت لوحات فنية زعمت أنها من تصميمها، قبل أن يخرج فنانون أوروبيون يتهمونها بسرقة أعمالهم.

وكان من بين هؤلاء الفنانة الدنماركية ليزا نيلسون، والفنان الفرنسي سيتي، والفنانة الألمانية كارولين ويندلين، الذين أكدوا أن الأعمال التي استعرضتها الصغير تعود إليهم، وقد نُشرت على مواقعهم الإلكترونية وصفحاتهم على وسائل التواصل قبل سنوات.

 

اعتراف متأخر.. واعتذار على "إنستغرام"
بعد تصاعد الضجة، خرجت مها الصغير ببيان مقتضب نشرته عبر "ستوري إنستجرام"، تعترف فيه صراحة بأنها "ارتكبت خطأ" وقالت بالحرف: "أنا غلطت"، مضيفة أنها لم تكن تنوي الإساءة إلى الفنانة الدنماركية صاحبة الرسمة الأصلية، ولا إلى غيرها من الفنانين.

كما قدمت الإعلامية منى الشاذلي، مقدمة البرنامج، اعتذارًا رسميًا عبر إنستجرام أيضًا، وأكدت احترامها الكامل لحقوق الفنانين ورفضها لما حدث، معتبرة ما جرى "خطأ غير مقصود" خلال إعداد الحلقة.

 

غضب فني وإعلامي.. وعقوبة غير رادعة
أثارت العقوبة المعلنة موجة من الانتقادات والغضب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن قرار المنع المؤقت لا يتناسب إطلاقًا مع حجم الانتهاك، وأن ما جرى يمثل "تشجيعًا غير مباشر على تكرار مثل هذه الجرائم"، لا سيما حين يكون الجاني من أبناء الطبقات الثرية أو شخصيات عامة ذات علاقات قوية.

وفي هذا السياق، كتب أحد المغردين: "لو كان فنان شاب مغمور هو من ارتكب الفعل ذاته، لتمّت محاكمته بتهم التزوير والسرقة الفكرية، وربما انتهى به الأمر في السجن.. أما حين تكون مها الصغير، فالمنع 6 شهور كفاية!".