شاركت نانسي روبرتس في المسيرة العالمية من أجل غزة، بعدما رأت أن حكومات العالم القادرة على وقف جرائم إسرائيل لم تفعل شيئًا. أرادت إيصال رسالة مفادها أن الشعوب الحرة لن تقف صامتة، وأن أهل غزة ليسوا وحدهم، حتى لو تجاهلتهم أنظمة العالم.
نشر موقع كومون دريمز شهادة الكاتبة التي غادرت شيكاجو متوجهة إلى القاهرة للمشاركة في المسيرة، التي كانت تهدف للسير من العريش إلى معبر رفح. توقعت الكاتبة أن تعرقل السلطات المصرية التحرك، لكن المنظمين حاولوا التفاوض بحسن نية. رغم التردد والخوف، قررت خوض التجربة، بدافع إنساني عاجل.
تغيّرت الخطة فور الوصول إلى القاهرة. بدلًا من التحرك الجماعي، طُلب من المشاركين السفر إلى الإسماعيلية في مجموعات صغيرة. خرجت نانسي مع اثنتين في سيارة أجرة، لكن نقطة تفتيش أوقفتهم، وطلب الأمن جوازات السفر. لاحظوا وجود أجانب آخرين ينتظرون منذ ساعات بعد تسليم وثائقهم دون جدوى، فرفضوا تسليم جوازاتهم وعادوا إلى القاهرة، لكنهم اختاروا البقاء تضامنًا مع من تقطعت بهم السبل.
مع مرور الوقت، بدأت مشاعر التضامن تتصاعد. رفع الحاضرون شعارات لفلسطين، وألقوا خطبًا بلغات مختلفة. لاحقًا، وصلت حافلات عسكرية، وبدأ أفراد أمن بملابس مدنية الاعتداء على المنظمين وسحب هواتفهم بالقوة. بعد هذا العنف، نُقل المشاركون إلى القاهرة في حافلات تشبه مركبات السجون، مع نوافذ صغيرة لا تسمح بالرؤية.
في الحافلة، جلست نانسي مع أربع نساء من الوفد الأميركي، وانتظروا لساعتين تحت الشمس حتى استرجع بعضهم جوازات سفرهم. لم تُحتجز نانسي، لكن السلطات وزّعت المشاركين في أنحاء القاهرة، وأجبرتهم على المغادرة.
في الأيام التالية، ازداد الضغط الأمني. راقبت السلطات تحركات المشاركين، واعتقلت العشرات ورحّلتهم. بلغ القمع ذروته باعتقال قائد المسيرة واختفائه المؤقت. تلقى الباقون تحذيرات مباشرة بمغادرة البلاد، واضطر كثيرون لتغيير خطط سفرهم.
أدركت الكاتبة أن مصر لا تنوي السماح بأي تضامن حقيقي مع غزة، وأنها تنفذ توجهات إسرائيل بحذافيرها. شعرت بأن مجرد التجمهر السلمي يُعد جريمة في هذا النظام الأمني.
بعد العودة إلى الولايات المتحدة، قررت نانسي دعم جهود تمرير قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتجاوز عجز مجلس الأمن، ومطالبة المجتمع الدولي بإجراءات حاسمة: إرسال قوات حفظ سلام إلى الأراضي الفلسطينية، كسر الحصار عن غزة، مقاطعة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا، وإسقاط عضويتها من الأمم المتحدة إن لزم الأمر.
أنهت شهادتها بالتأكيد أن هذه أقل الخطوات التي يمكن أن يتخذها الضمير العالمي.
https://www.commondreams.org/opinion/global-march-to-gaza-report