كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن "حوالي 1000 شخص من أبناء الطائفة الدرزية اشتركوا مع الجيش الإسرائيلي للقتال في سوريا، على خلفية أحداث السويداء.
وجاء في وثيقة تحمل أسماء وأرقام هويات، ومن بينهم من يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وقوات الأمن، وخدمة الاحتياط الفعّالة، جاء فيها: "نحن نستعد للتطوع للقتال إلى جانب إخوتنا في السويداء. لقد حان وقتنا لنكون جاهزين للدفاع عن إخوتنا، وأرضنا وديننا".
وتُعد الطائفة الدرزية داخل إسرائيل حالة فريدة، إذ يرتبط جزء كبير منها بالمؤسسة العسكرية والسياسية ارتباطا وثيقا. ويبلغ معدل التجنيد الإجباري بين الشبان الدروز قرابة 80%، ويخدم الكثير منهم في وحدات قتالية واستخباراتية، بل وحتى في سلاح الجو.
كما يشغل عدد من الشخصيات الدرزية مناصب سياسية بارزة، من بينهم وزراء ونواب سابقون مثل أيوب قرا، وصالح طريف، ومجلي وهبة، وشكيب شنان. إلا أن هذا التمثيل لا يمنع تساؤلات عميقة من الظهور: هل يمثل الدروز شركاء فعليين في صياغة السياسات الإسرائيلية؟ أم أن وجودهم يُستدعى عند الضرورة لتبرير سياسات الدولة أو تمرير أجندات معينة؟.
في خطاب حازم ألقاه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عبر تلفزيون سوريا الوطني بعد اشتباكات السويداء الأخيرة، وجّه رسائل مباشرة داخلية وخارجية.
صرّح الشرع بانتهاء الاشتباكات الداخلية التي اندلعت بين الدروزوالبدو السُّنة، وأودت بحياة حوالي 360 شخصاً، بالإضافة إلى انسحاب القوات الحكومية من السويداء في جنوب البلاد، مؤكداً التزامه بحماية حقوق وحريات الطائفة الدرزية.
جزء كبير من الخطاب توجّه به الشرع إلى إسرائيل. إذ شنّت الأخيرة غارات جوية على هيئة الأركان السورية (وزارة الدفاع السورية) بقلب العاصمة دمشقإلى جانب هجمات أخرى على القوات الحكومية في السويداءأسفرت عن مقتل 20 شخصاً.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هجمات إسرائيل بأنها "ضرورية" تهدف إلى "إنقاذ إخواننا الدروز والقضاء على عصابات النظام" على حدّ تعبيره.
في حين يرى الشرع أن ذلك ذريعة لإسرائيل لاستهداف البنية التحتية المدنية في سوريا وعرقلة جهود السلام وإعادة الإعمار في البلاد.
وقال الشرع في خطابه: "نحن الشعب السوري نعرف جيداً من يحاول جرنا إلى الحرب ومن يعمل على تقسيمنا"، مضيفاً: "لن نمنحهم الفرصة لتوريط شعبنا في حرب لا تؤدي إلا إلى تفتيت وطننا وزرع الدمار".
إسرائيل تسعى لإضعاف سوريا
هدف آخر لإسرائيل في سوريا، وهو إضعاف البلاد بحيث لا تتمكن من تهديد إسرائيل بحسب تصريح بول من شبكة ران لبلومبرغ.
وهو ما حدث بالفعل بحسب ننار حواتش، كبير محللي الشؤون السورية في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، إذ قال: "خرجت دمشق ضعيفة من الاشتباكات الأخيرة، واضطرت إلى التراجع عسكرياً، وفقدت ثقة ليس فقط المجتمع الدرزي، ولكن أيضاً المجتمعات المختلفة التي لا تتوافق مع الدولة". وأضاف: "خسرت دمشق أيضاً من الناحية الجيوسياسية، حيث أصبح للحكومة الآن وجود أقل في الجنوب، وخاصة في السويداء".
ويشكك حواتش بقدرة الشرع على الوفاء بوعوده وحماية الأقلية الدرزية، ويعتبر تصريحاته لفتة سياسية أكثر من أنها ضمانة موثوقة، موضحاً أن القوات الحكومية تُعتبر منحازة إلى الفصائل المعادية للدروز، وتوجد تقارير توثق قيام بعض أفراد القوات الحكومية بإساءة معاملة المدنيين الدروز.
واختتم حواتش حديثه قائلاً: "ما لم تُصلح دمشق نهجها الأمني وتُحاسب قواتها، فستواجه صعوبة في إقناع الدروز، أو غيرهم من الأقليات، بأنها قادرة حقاً على ضمان سلامتهم".