اندلع حريق هائل في موقع تابع لمنطقة البتروكيماويات بالعامرية بمحافظة الأسكندرية، تحديدًا في نطاق "الحضانة" المخصصة لتجميع المركبات المخالفة للمرور، والملاصقة لنقطة شرطة البتروكيماويات، في منطقة شديدة الحساسية من الناحية الأمنية والبيئية.
وفي دقائق معدودة، تحوّلت المنطقة إلى كتلة لهب، والنيران التي انطلقت من كومة مخلفات مجهولة المصدر، التهمت ما لا يقل عن 91 مركبة، من بينها 62 توكتوكًا، و4 تروسيكلات، و20 سيارة، و5 دراجات نارية، وسط ذهول الأهالي وتباطؤ ملحوظ في استجابة قوات الحماية المدنية، حسب شهادات متعددة من شهود عيان.
التحقيقات تبدأ.. وشبهات تُطرح
باشرت جهات التحقيق عملها فور إخماد الحريق، وبدأت بسلسلة من الاستدعاءات لمسؤولي نقطة الشرطة ومنطقة الحضانات، مع تكليف فريق فني لمعاينة موقع الحريق وفحص ملف السلامة والأمان داخل هذه المنشآت، كما طلبت جهات التحقيق تحريات المباحث حول الواقعة، وسط تساؤلات متصاعدة بشأن أسباب اندلاع الحريق ومدى وجود إهمال أو شبهة متعمدة في إشعاله.
من اللافت أن موقع الحريق يُستخدم لتجميع وتخزين المركبات المضبوطة المخالفة لقواعد المرور، ما يجعله هدفًا حساسًا لأي محاولة لتصفية ملفات أو إخفاء آثار معينة، بحسب وصف مراقبين ومصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها.
تقصير أم تعمّد؟
وفقًا لشهود عيان من سكان المنطقة المجاورة، فإن قوات الحماية المدنية وصلت بعد فوات الأوان، وكانت النيران قد اجتاحت معظم المركبات، ما صعّب من عملية السيطرة على الحريق، وأدى إلى خسائر هائلة في الأرواح المادية دون تسجيل خسائر بشرية.
وتساءل الأهالي عن غياب أجهزة الإنذار أو وسائل الأمان الأساسية داخل نقطة تجميع المركبات، رغم أنها تقع داخل منطقة صناعية وحيوية مثل البتروكيماويات.
"هل يُعقل أن يكون هذا الحجم من المركبات المخزنة بلا رقابة أمنية ولا منظومة إطفاء؟"، هكذا تساءل أحد الأهالي، مضيفًا: "وكيف اشتعلت النيران بهذه السرعة؟ هل كان هناك مساعدة خفية؟"
الفيديو:
https://www.facebook.com/reel/2185328895306671