كشفت صحيفة يسرائيل هيوم، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حاولت تنفيذ عملية اختراق لأحد أكثر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حساسية، خلال العدوان المتواصل على قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن المحاولة استهدفت قاعدة "الوحدة 8200"، الذراع السيبرانية الرئيسية للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من خلال استغلال مناقصة منشورة عبر الإنترنت تتعلق بخدمات تنظيف إحدى منشآت القاعدة السرية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري مطلع، أن العملية التي وُصفت بـ"المعقدة"، جرت بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء الحرب، وتحديدًا في ديسمبر 2023، حيث سعت حماس إلى التسلل إلى القاعدة تحت غطاء التقديم على المناقصة، بهدف الوصول إلى بيانات حساسة.
وأوضحت أن التحقيقات اللاحقة، التي جرت عقب العثور على جهاز إلكتروني داخل قطاع غزة، كشفت أن حماس تمكنت من الاستحواذ على تفاصيل المناقصة، واستخدمت تلك المعلومات في محاولة لاختراق البنية الإلكترونية للمنشأة الأمنية.
ويُعد هذا التطور مؤشرًا على تصعيد الحرب الاستخباراتية بين الطرفين، ومحاولة المقاومة الفلسطينية توسيع نطاق المواجهة إلى المجال السيبراني، مستهدفة العمق الأمني والتقني الإسرائيلي.
وتابعت الصحيفة: "الجيش أصدر أمرا فوريًا، بتشديد الإجراءات الخاصة بمنشورات الجيش على الإنترنت، وقام بإيقاف المناقصة على الفور".
يشار إلى أن تحقيقات جيش الاحتلال، كشف عن قدرات تقنية تملكها كتائب القسام في غزة، تمكنت خلالها من اختراق كم كبير من أجهزة المراقبة وقواعد البيانات، في مستوطنات ومواقع الاحتلال فيما يعرف بغلاف غزة.
ومن بين ما اكتشفه الاحتلال، اختراق القسام، لكاميرات المراقبة الأمنية في الكثير من الكيبوتسات، ومعرفته بشكل دقيق لكافة التحركات في المناطق، فضلا عن أنواع الكاميرات الأمنية المستخدمة وميزاتها.
وأسهمت هذه البيانات التي حصلت عليها القسام، في نجاح عملية طوفان الأقصى، وإعطاء صورة واضحة للمقاتلين، لحظة الاحتلال، والأماكن التي عليهم التوجه إليها واقتحامها، فضلا عن خرائط مفصلة عثر عليها مع بعض الشهداء، حول أماكن القواعد العسكرية والمباني المستهدفة بدقة خلال الهجوم.
وتعرف وحدة 8200 بدورها المحوري في عمليات التجسس الإلكتروني، ويقارن دورها داخل الجيش الإسرائيلي بدور وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA).
وقد نسب لهذه الوحدة تحقيق إنجازات استخباراتية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في مواجهة التهديدات الإيرانية وحزب الله، رغم الانتقادات التي وجهت لها بعد فشلها في كشف هجمات 7 أكتوبر.