أعلن الجيش السوداني أمس الاثنين الموافق 20 مايو 2025، استكمال سيطرته على كامل ولاية الخرطوم، معلناً "تطهير" العاصمة من قوات مليشيا الدعم السريع التي كانت تسيطر على أجزاء واسعة من الولاية منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
جاء هذا الإعلان عقب معارك ضارية دارت في مناطق جنوب وغرب أم درمان، خاصة في منطقة الصالحة التي كانت آخر معاقل الدعم السريع في ولاية الخرطوم.
 

تقدم الجيش السوداني
   
في سبتمبر 2024، بدأ الجيش السوداني حملة عسكرية لاستعادة السيطرة على الخرطوم، وتمكن في مارس 2025 من استعادة مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، بالإضافة إلى القصر الرئاسي الذي كان تحت سيطرة الدعم السريع منذ بداية الحرب.

استمرت المعارك حتى تمكن الجيش من استعادة مناطق غرب وجنوب أم درمان، حيث كانت قوات الدعم السريع تتمركز بشكل رئيسي في منطقة الصالحة.
 

المعارك في منطقة الصالحة
   
شهدت منطقة الصالحة معارك عنيفة وقصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع عمليات تطويق واسعة من عدة محاور بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض.

تمكن الجيش من استعادة محطة "ود بكراوي" ومنطقة القيعة وسوق الصالحة الرئيسي، بالإضافة إلى معسكر الدعم السريع الذي كان آخر قاعدة عسكرية لهم في ولاية الخرطوم.
 

التصريحات الرسمية
   
أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبد الله، في بيان صحافي بث على المنصة الرسمية للجيش، اكتمال تطهير كامل ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، مؤكداً أن الولاية خالية تماماً من المتمردين.

وقال العميد نبيل عبد الله: "قواتنا تواصل سحقها للمليشيا في جنوب وغرب أم درمان، وتستمر في تطهير منطقة الصالحة وما حولها"، كما جدد الجيش العهد بمواصلة جهوده حتى تطهير آخر شبر من البلاد من كل متمرد.
 

ردود فعل الدعم السريع
   
لم تصدر قوات الدعم السريع تعليقًا رسميًا على إعلان الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم. ومع ذلك، سبق أن وصف مستشار قائد قوات الدعم السريع، مصطفى محمد إبراهيم، انسحاب القوات من العاصمة بأنه "تكتيكي" لإعادة ترتيب الصفوف والاستعداد لجولات جديدة من المعارك.
 

بداية الحرب ومناطق السيطرة
   
اندلعت الحرب في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في 15 أبريل 2023، نتيجة خلافات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول دمج الأخيرة في القوات المسلحة، حيث بدأت الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وامتدت إلى مناطق أخرى، مما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

وسيطرت قوات الدعم السريع منذ اليوم الأول على الجزء الأكبر من ولاية الخرطوم، بما فيها العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان، بالإضافة إلى مناطق أخرى في السودان.

وعلى مدى العامين الماضيين، خاض الطرفان معارك عنيفة في عدة ولايات، مع سيطرة متقطعة لقوات الدعم السريع على أجزاء من ولايات شمال كردفان وغرب كردفان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب أربع ولايات في إقليم دارفور.
 

الأثر والتداعيات
   
أسفرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن خسائر بشرية كبيرة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية إلى أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، بينما تقدر دراسات جامعية أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.

مع استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم، يفتح الطريق أمامه لاستعادة السيطرة على الطرق البرية الحيوية، مثل الطريق الرابط بين أم درمان وأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، مما يعزز موقف الجيش في المعارك الدائرة في ولايات كردفان.
 

مناطق السيطرة خلال الحرب
   
خلال فترة النزاع، سيطر الجيش السوداني على معظم المناطق الشمالية والشرقية من البلاد، بما في ذلك بورتسودان، التي أصبحت مركزًا إداريًا مؤقتًا.

في المقابل، سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من دارفور وغرب السودان، بالإضافة إلى مناطق في العاصمة الخرطوم، حيث كانت تسيطر على مواقع استراتيجية مثل القصر الجمهوري ومطار الخرطوم.
 

الوضع الحالي في السودان
   
رغم استعادة الجيش السوداني لولاية الخرطوم بالكامل، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء من ولايات شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى أربع ولايات في دارفور، حيث تستمر المعارك في بعض المناطق، ويواصل الجيش عملياته العسكرية في هذه المناطق بهدف استعادة كامل السيطرة على البلاد.
 

الخلاصة
   
يعد إعلان الجيش السوداني عن استكمال سيطرته على ولاية الخرطوم والتي تُعتبر نقطة تحول مهمة في الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، حيث تمكن الجيش من استعادة العاصمة بالكامل بعد معارك ضارية في مناطق استراتيجية مثل الصالحة جنوب أم درمان.

إلا أن استمرار سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق أخرى من البلاد يشير إلى أن الصراع لم ينته بعد، وأن السودان لا يزال يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الأمني والإنساني.

كما أن تصريحات المتحدث الرسمي العميد نبيل عبد الله تؤكد استمرار العمليات العسكرية حتى تطهير كامل البلاد من المتمردين، في ظل استمرار المعارك في ولايات أخرى من السودان.