حصدت آلة الحرب الإسرائيلية أرواح 250 فلسطينيًا خلال يومين فقط، في واحدة من أعنف جولات القصف على قطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي.
وأكدت مصادر طبية ودفاع مدني أن عددًا كبيرًا من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض، وسط ظروف كارثية تعيشها المستشفيات وفرق الإنقاذ.
وقالت مصادر طبية إن 75 شهيدًا سقطوا منذ فجر اليوم الجمعة، بينهم 64 في شمال القطاع، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية المتتالية منازل مأهولة في بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وأشارت إلى أن عدد المفقودين ارتفع إلى 120 شخصًا، يُعتقد أن كثيرين منهم دفنوا أحياء تحت الركام، في ظل عجز الدفاع المدني عن الوصول إلى أماكن القصف.
قصف النازحين.. مجزرة موثقة
في مشهد مروّع وثقته الكاميرات ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة بحق نازحين فلسطينيين، استهدفتهم المدفعية الإسرائيلية بعد إجبارهم على إخلاء مناطقهم غرب بيت لاهيا.
وتُظهر اللقطات اللحظات الأولى للاستهداف، ومحاولات طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشال الجثث وإنقاذ الجرحى وسط نقص حاد في المعدات والكوادر.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن قوات الاحتلال "تستهدف كل من يتحرك في شمال القطاع"، مؤكدًا أن فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى مئات المحاصرين والمفقودين بفعل القصف المستمر.
وفي مستشفى الإندونيسي، وثقت صور مروعة تكدّس جثامين الشهداء على الأرض نتيجة عجز المشرحة عن استيعاب الأعداد المتزايدة، في وقت تتعرض فيه المستشفيات نفسها لغارات مباشرة.
استهداف المدنيين والنازحين في الجنوب
وفي تطور إضافي يعكس تعمد الاحتلال استهداف المدنيين، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون – أحدهم بحالة حرجة – في غارة على خيمة تؤوي نازحين في حي الأمل غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
قصف المستشفيات والمدارس
وجاءت هذه المجازر بعد أقل من 24 ساعة على قصف مباشر استهدف مستشفيين في القطاع، إلى جانب 6 مدارس و3 مراكز إيواء للنازحين منذ الثلاثاء الماضي، ما رفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 250 شخصًا خلال 48 ساعة، في تصعيد يوصف بالأعنف منذ أسابيع.
وقال منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، إن "ما يجري هو أبشع مجازر التطهير العرقي في العصر الحديث"، مؤكدًا أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة محرمة دوليًا وتستهدف منشآت مدنية بشكل ممنهج.
وأشار البرش إلى تزايد حالات الأجنة المشوهة، داعيًا إلى تحقيق دولي فوري في جرائم الحرب المرتكبة.
تحضيرات إسرائيلية لتوسيع الحرب
وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة 13 العبرية عن مصادر عسكرية أن ما يجري هو "تمهيد لمرحلة جديدة من الحرب"، في حين ذكرت صحيفة معاريف أن الضربات الجوية المكثفة تُعدّ "إجراءات تحضيرية لعملية عسكرية أوسع".
وكان المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت) قد وافق في وقت سابق على خطة تهدف إلى "السيطرة على القطاع والاحتفاظ بالأراضي"، في محاولة للضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى المحتجزين.
إبادة ممنهجة بدعم أميركي
وتأتي هذه التطورات الدموية في سياق حرب مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، تقول جهات حقوقية وإنسانية إنها ترقى إلى الإبادة الجماعية.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الضحايا منذ السابع من أكتوبر 2013 تجاوز 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما لا يزال أكثر من 11 ألفًا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.
ورغم المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على القطاع بدعم سياسي وعسكري غير مشروط من الولايات المتحدة، وسط صمت دولي وعربي مريب وتخاذل أممي عن الضغط الجاد لوقف شلال الدم في غزة.
شاهد:
https://www.facebook.com/watch/?v=3971811069736450
https://www.facebook.com/watch/?v=660801356861871
https://www.facebook.com/watch/?v=1343336063562682