أثار تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 26 أبريل 2025 على منصة "تروث سوشيال"، غضباً واسعاً في مصر بعد مطالبته بالسماح للسفن الأميركية، العسكرية والتجارية، بالمرور المجاني عبر قناتي السويس وبنما، مبرّراً ذلك بأن الولايات المتحدة "لولاها لما وُجدت تلك القنوات".
وذكر أنه كلّف وزير خارجيته ماركو روبيو بالتحرّك فوراً لتنفيذ هذا الطلب.
تُعد قناة السويس مصدراً رئيسياً للدخل القومي المصري وللعملة الأجنبية، إذ يمرّ عبرها نحو 10% من التجارة العالمية.
وخسرت مصر ما يقرب من 7 مليارات دولار بسبب تراجع حركة الملاحة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على سفن مرتبطة بإسرائيل، والتي يقول ترامب إن بلاده تحمي القناة من آثارها، ما يُعد مبرّراً -في رأيه- للمطالبة بمرور مجاني.
وذكر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) أن السلطات المصرية لم تصدر أي رد رسمي، إلا أن موجة من الغضب اجتاحت الشارع المصري وشخصيات قريبة من الانقلاب، رفضت ادعاء ترامب بأن للولايات المتحدة فضلاً في إنشاء القناة، ووصفت المطلب بمحاولة "ابتزاز" و"تاريخ مزوّر".
انتقدت صحيفة "الدستور" الموالية للنظام عبر حسابها على منصة "إكس" تصريح ترامب، وذكّرت بأن المصريين هم من حفروا القناة بدمائهم، بينما كانت الولايات المتحدة "تُبيد الهنود الحمر".
وأضافت أن القناة وُلدت على يد مصر، وستظل خاضعة لسيادتها.
ورأى مصطفى بكري في كلام ترامب ابتزازاً جديداً ضمن سياسة أميركية لفرض الهيمنة على العرب ومعاقبة مصر على رفضها خطة تهجير الفلسطينيين من غزة.
وأشار إلى أن 120 ألف شهيد سقطوا خلال حفر القناة، وأنها ليست "عزبة أميركية". وأضاف أن ما يجري في البحر الأحمر هو خطة لتدويل الممرات المائية تحت غطاء محاربة الحوثيين، محذّراً من رضوخ مصر لمطالب مشابهة مستقبلاً.
وأكد أحمد موسى أن القناة "خط أحمر لكل مصري"، واعتبر تصريحات ترامب تزييفاً للحقائق، مشدداً على أن لا دولة –بما فيها الولايات المتحدة– ساهمت في إنشاء القناة أو حمايتها.
كما حذر من أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لا تحتمل التضحية بها لأجل مطلب كهذا.
وسخر مصريون على مواقع التواصل من ترامب، مستخدمين وسوم مثل "قناة السويس خط أحمر"، ونشر بعضهم صوراً ساخرة تظهر ترامب بلباس "فلاح" أثناء حفر القناة.
وأرفق أحد المستخدمين صورة مفبركة بتعليق يقول: "صورة نادرة لترامب والفلاحين الأميركيين أثناء حفر قناة السويس".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "اليوم السابع" دندراوي الهواري أن فكرة ربط البحرين المتوسط والأحمر طُرحت في مصر قبل أكثر من 3900 عام، أي قبل ولادة الولايات المتحدة بألفيات.
وهاجم مطلب ترامب واصفاً إياه بعودة إلى "عصر القرصنة والاستعمار"، معتبراً أن دولاً تسعى اليوم للسطو على ثروات غيرها بذريعة حماية الممرات، داعياً إلى التكاتف الشعبي والاعتماد على الجيش للدفاع عن السيادة.
أما الصحفي عبد القادر شهيب، فاتهم الولايات المتحدة بالتسبّب في هجمات الحوثيين نتيجة دعمها لإسرائيل في حرب غزة، ما أدى إلى انخفاض عائدات القناة بنسبة 70%.
وأكد أن الجيش المصري وحده يدافع عن القناة، منذ تأميمها عام 1956، من دون الحاجة إلى حماية خارجية. ورفض شهيب ربط الولايات المتحدة بين هجماتها على الحوثيين ومطالبتها بالإعفاء من رسوم العبور، واعتبر ذلك مطالبة بمقابل على ضرر سبّبته واشنطن نفسها.
https://www.memri.org/reports/outrage-egypt-over-trumps-call-free-passage-american-ships-through-suez-canal-canal-red-line