تشهد الساحة السياسية في الشرق الأوسط تحولات متسارعة في ظل الجهود المبذولة لإعادة ترتيب الأوضاع في قطاع غزة، وفي هذا الإطار، تتزايد التكهنات حول الخطة المصرية البديلة للتعامل مع غزة، خاصة بعد الإعلان الرسمي من مصر والأردن عن العمل على خطة لم تُكشف عن تفاصيلها بعد، وسط تباين في وجهات النظر العربية والدولية حول مستقبل القطاع.

 

التصور المصري: إعادة الإعمار بإشراف السلطة الفلسطينية

وفقًا لمصادر مطلعة، ترتكز الخطة المصرية على تشكيل لجنة فلسطينية تُشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، مع عدم مشاركة لحركة حماس، لتتولى مسؤولية إعادة إعمار القطاع. ويشمل التصور المصري إشراك شركات مصرية ودولية في تنفيذ مشاريع الإعمار، إلى جانب احتمال نشر قوات عربية أو دولية لتأمين هذه العمليات.

غير أن هذا المقترح يواجه عقبات كبيرة، أبرزها رفض إسرائيل لهذه الرؤية خلال المفاوضات مع الجانب المصري، حيث تتمسك تل أبيب بخيارات أخرى تتماشى مع مصالحها الأمنية. كما أن وجود قوات عربية أو دولية في غزة يظل نقطة خلافية حساسة، نظرًا لاحتمالية مقاومة داخلية لهذه القوات ورفض بعض الدول العربية الانخراط العسكري المباشر في القطاع.

 

تباين عربي ومواقف دولية متضاربة

تبرز الخلافات العربية بشأن ملف غزة بشكل واضح، حيث أشار السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، خلال المنتدى العالمي للحكومات في دبي 2025، إلى عدم وجود بديل عن العرض الأميركي الحالي بشأن غزة، في إشارة إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تتضمن تهجير أهالي غزة.

في هذا السياق، أجل عبد الفتاح السيسي زيارته إلى واشنطن لما بعد القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 27 فبراير بهدف التوصل إلى موقف عربي موحد قبل لقائه بالرئيس الأميركي.

 

التحديات الأمنية والسياسية لإعادة الإعمار

إلى جانب التحديات السياسية، تطرح مسألة إعادة الإعمار تحديات أمنية معقدة، حيث قد تتداخل عمليات إعادة البناء مع البنى التحتية والأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية، مما قد يثير خلافات سياسية وأمنية مع الفصائل المسلحة.

وفي ظل هذه التحديات، استعرض وزير خارجية السيسي بدر عبد العاطي، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش مؤتمر باريس حول سورية، الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على بلورة تصور شامل يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين من خلال تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار، مع التأكيد على بقاء الفلسطينيين في أراضيهم.

 

سيناريوهات محتملة لمستقبل غزة

يرى المحلل السياسي الفلسطيني حسام شاكر أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الخطة المصرية قد تتضمن نوعًا من الإجلاء الداخلي للفلسطينيين داخل القطاع، عبر نقلهم إلى مناطق أخرى بدلاً من تهجيرهم خارجيًا.