تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، متهمين إياه بتعطيل المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب، السبت، عقب الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في صفقة جزئية، حيث بدت عليهم علامات التدهور الصحي، ما أثار جدلًا واسعًا داخل إسرائيل.

 

تصاعد الغضب الشعبي

دعا أهالي الأسرى نتنياهو إلى الإسراع في إرسال وفد مفاوضات إلى قطر بصلاحيات كاملة لإتمام الاتفاق، مؤكدين أن رئيس الوزراء يضع عقبات جديدة تهدف إلى عرقلة تنفيذ الصفقة. ووجهوا رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالبوه فيها بعدم السماح لنتنياهو بإفشال الصفقة، مشيرين إلى أنه يستخدم قضية الأسرى لتحقيق مكاسب سياسية.

 

اتهامات لنتنياهو بالتلاعب السياسي

اتهم أهالي الأسرى نتنياهو بوضع مصالحه السياسية فوق حياة الأسرى، مشيرين إلى أنه يقيم حاليًا في فندق فاخر بواشنطن بينما يعاني الأسرى في ظروف قاسية داخل غزة. وأكدوا أن رئيس الوزراء يحاول تضليل الرأي العام بالادعاء أن القضاء على حكم حماس يجب أن يكون الأولوية، بينما الهدف الحقيقي يجب أن يكون استعادة الأسرى بأسرع وقت ممكن.

 

صفقة التبادل والمفاوضات المتعثرة

ومع تسليم الدفعة الخامسة، يرتفع عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سلَّمتهم فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضمن صفقة التبادل الحالية إلى 16، وبعدها أطلقت سلطات الاحتلال سراح 183 أسيرًا فلسطينيًّا ضمن الدفعة الخامسة للتبادل.

 

تأثير سياسة التجويع في غزة

أدى الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة خلال الأشهر الماضية إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، ما أثر على الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك. ودعت حماس مرارًا إلى السماح بإدخال الطعام والدواء، إلا أن الحكومة الإسرائيلية واصلت رفض هذه المطالب. اللافت أن الأسرى الإسرائيليين المطلق سراحهم أكدوا أن معاناتهم الأساسية جاءت نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي، وليس من سوء معاملة الفصائل الفلسطينية.