أكدت (إيكاد) من خلال تحليل المشاهد والموقع الجغرافي لحادث استشهاد قائد المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار أن استشهاده على مرحلتين على الأقل..
ورصدت ضمن (المرحلة الأولى): اشتباك السنوار مع الجنود ودخوله المنزل، ومن ثم قصف بصاروخ يرجح أنه من نوع "ماتادور" وفي ذات المرحلة دخلت المسيرة للمنزل، ورصد السنوار وهو ملثم.
وسجلت ضمن المرحلة أن حوائط المبنى كانت مدمرة، مقارنة بشكلها خلال سبتمبر، بجانب انتشار غبار الركام بشكل واضح على السنوار وعلى الأثاث حوله، ويرجح ذلك أن القصف بالصاروخ كان حديثًا، وربما سبّب الفتحة الظاهرة في الحائط.
(المرحلة الثانية): فكانت عبر حصار المبنى بـ3 دبابات كما أظهر تحليل فيديو نشره الاحتلال، تبعه عملية القصف التي أدت لاستشهاده.
وفي الفيديوهات التي نشرها الاحتلال للحظة القصف، تبين أن الدبابة التي أشار لها وهي تطلق الرمايات، لم تكن صاحبة الضربة الأولى لاستهداف المنزل، بل كان هناك دبابة ثانية تسببت ضربتها في دمار واسع في المبنى.
ورجحت المنصة أن سبب ذلك أن "الاحتلال ربما حاول إخفاء أن المنطقة تعج بالدبابات وحاول إبراز دبابة واحدة لمنع إظهار أي تعاطف لاحق مع السنوار أو استخدام ذلك في تكذيب الرواية الإسرائيلية حول اختبائه بالأنفاق".
ما يؤكد المرحلتين
وأكدت المنصة أن ما يؤكد هاتين المرحلتين هو ما أظهرته لقطة المسيرة ثم لقطة الجثمان. حيث بدا عليه في الأولى التعب وإصابة بليغة في يده وغير قادر على الوقوف.
وفي المرحلة الثانية تسبب القصف بالشرخ الكبير الظاهر في رأس السنوار وربما هي سبب استشهاده.
http://https://x.com/EekadFacts/status/1848063579703964123
وتوصلت منصة إيكاد للتدقيق إلى 3 نتائج رئيسية في تحليل للأحداث والأخبار المعلنة من الجانب الصهيوني بمختلف منصاته الإعلامية وهي:
- استشهاد السنوار كان في مكان بعيد عن النازحين وعن الأسرى.
- هذه المنطقة شبه مدمرة بالكامل وتنتشر فيها آليات الاحتلال، أي أنه لم يكن مختبئًا كما تقول الدعاية الإسرائيلية.
- تشير الفديوهات التي التقطتها المسيرة ثم صور الجثة إلى أن السنوار كان في اشتباك أولًا مع الجنود الإسرائيليين، ولجأ للمبنى، ثم لاحقًا استهدفته الدبابات الإسرائيلية بأكثر من قذيفة.
تسلسل الأحداث ورصد إيكاد عبر @EekadFacts أن القائد يحيى السنوار اشتبك مع جنود الاحتلال ولجأ للمبنى، كان مصابًا وينزف، ثم حاصرته الدبابات وبدأت عملية القصف..
وتتبعت المنصة الأخبار التي تواترت حول استشهاده ومكان الاستشهاد ودلالة المكان في تكذيب روايات الاحتلال حول اختبائه والإستراتيجية التي اتبعها الاحتلال لحصاره، والأسلحة التي استخدمها؟
وأشارت إلى أن الصور والمقاطع لجثمان السنوار ظهرت الخميس 17 أكتوبر حوالي الساعة 3:30 عصرًا وأن الساعة 3:46 مساءً، نشر جيش الاحتلال والشاباك بيانًا يُشير فيه إلى احتمالية استشهاد "السنوار".
وعند الساعة 8:31 مساءً ظهرت مقاطع توضح معالم الموقع الذي اُستهدف فيه، بما فيها مقطع لزيارة رئيس أركان جيش الاحتلال "هرتسي هاليفي" للمكان.
وبعد ذلك نشر إعلام الاحتلال حوالي الساعة 11 مساءً مقطعًا التقطته مسيرة، للحظات الأخيرة للسنوار.
ثم أخيرًا وفي يوم 18 أكتوبر نشر الاحتلال.
وفي موقع المنزل الذي استشهد فيه في تل السلطان جنوبي غزة، يبعد عن المنطقة الإنسانية في المواصي أكثر من 3 كم ويبعد عن محور فيلادلفيا 1.35 كم.
https://x.com/EekadFacts/status/1847254576782610833
والموقع عبارة عن منطقة أخلاها الاحتلال منذ أشهر وتتمركز فيها قواته وصور الأقمار الصناعية أظهرت دمارًا كبيرًا وعمليات تجريف خلال الفترة بين أغسطس وأكتوبر (منطقة عسكرية).
صور أقمار صناعية
ولفتت المنصة إلى تتبع صورة قمر صناعي التقطت للمنطقة في 16 أكتوبر ونشرها الصحفي في واشنطن بوست "Evan Hill" ، وهو اليوم الذي وقع فيه الاشتباكات مع السنوار ورفاقه.
الصورة أظهرت وجودًا مكثفًا لآليات الاحتلال في المنطقة، أي أن وجود السنوار ربما كان بقصد تنفيذ عمليات قتالية في منطقة ينتشر فيها الاحتلال، بحسب الصور.
فيديو للحدث
وقالت المنصة إنه بعيدًا عن صور الأقمار الصناعية، رصدنا فيديو من نفس الموقع نُشر في سبتمبر الماضي، يؤكد أن المنطقة كانت مليئة بآليات الاحتلال ودباباته.
وأضافت أن المنزل الذي اُستشهد فيه السنوار، لم يكن مدمرًا بالكامل رغم ظهور ملامح قصف في الطوابق السفلية، بحسب الفيديو.
الدعاية الكاذبة
وأثبتت المنصة أن موقع استشهاد السنوار أظهر زيف روايات "إسرائيل" حيث عملت الآلة الدعائية الإسرائيلية على ترويج فكرة أن السنوار يختبئ في الأنفاق، وتارة بين المدنيين أو في المنطقة الآمنة.
واضافت أن وجوده في منطقة عسكرية مدمرة، ويسيطر عليها الاحتلال، واستشهاده بعد اشتباكات، تنفي تلك الرواية القديمة والمتجددة.
وبحسب الإعلام العبري فإن استهداف "السنوار" وقع بعد اشتباكات وعندما لجأ إلى منزل، جاء دور الدبابات "الإسرائيلية" وقصفته.