نشر موقع (مركز انسان للإعلام) ورقة بحثية تضمنت دلائل على كيفية تأثير الدعاية الصهيونية على صانع القرار في البيت الأبيض من خلال نشر "رواية مضللة مدفوعة الأجر|مجموعات يهودية تشتري ذمم الصحفيين الغربيين!" وهو عنوان الورقة.
وتضمنت الورقة 3 محاور:
- رصد دعوات مفتوحة لزيارة "إسرائيل" بتذاكر وإقامة مجانية ورشاوي لتبني سردية الاحتلال.
- لقاءات دعائية مع رئيس الموساد السابق وممثلين عن شركة الأسلحة الإسرائيلية وجنود.
- عملية غسيل مخ صحفيي الغرب تجري بتلقينهم معلومات خاطئة ومضللة عن الصراع.
غسيل مخ
واعتمد مركز إنسان على تحليلين لموقع "دي كلاسيفيد" البريطاني عن (كيف تتحكم "إسرائيل" في قرار النواب البريطانيين عبر دعوتهم لزيارة "إسرائيل")، بتذاكر وإقامة مجانية ورشاوي تجعلهم يناصرون الاحتلال لاحقا، و(كيف يسيطر الاحتلال على التغطية الإعلامية العالمية)، عبر تنظيم رحلات غسيل مخ للصحفيين لدولة الاحتلال ليتبنوا في تغطياتهم أكاذيب الاحتلال.
ونظمت جمعية صحفية يهودية رحلة إلى الكيان شارك فيها العشرات من الصحفيين الغربيين ممن تلقوا إحاطات من وزراء حاليين ومسؤولين سابقين بالموساد وجنود شاركوا في حرب غزة، ضمن جهود الجماعات المؤيدة لتل أبيب لحشد الدعم الإعلامي للرواية الصهيونية.
ولفتت إلى أن "وكالة الصحافة الأوروبية "الاسرائيلية"، أشرفت علي الرحلة، بدعوة 22 صحفياً من المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفرنسا والنرويج وبلجيكا وهولندا وجمهورية التشيك والمجر" إلى "إسرائيل"، في رحلة امتدت 5 أيام، بالتعاون مع جمعية الصحافة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وانتمى الصحفيون المدعوون في يونيو الماضي، إلى أهم الصحف في أوروبا والولايات المتحدة: يوروبا بريس، ميرور، تيليغراف، نيوزويك وغيرها، بحسب موقع "blinker.co.il" العبري.
إضافة إلى صحفيين زاروا الكيان من مجلتي "سبكتاتور" البريطانية و"نيوزويك" الأمريكية ومراسل صحيفة "صنداي إكسبريس".
تحليل "كلاسيفيد" أشار إلى عملية غسيل مخ تجري لهؤلاء الصحفيين في إسرائيل بتلقينهم معلومات خاطئة ومضللة عن الصراع في فلسطين وإغرائهم بلقاءات مع مسئولين لنشرها مع أنها كلها أكاذيب.
وممن شملهم اللقاءات؛ "زوهار بالتي"، الرئيس السابق للموساد، وممثلين عن شركة الأسلحة الإسرائيلية "رفائيل"، وجنود شاركوا في حرب غزة، إضافة إلى المحامية "تامار كابلان"، التي مثلت إسرائيل في جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي، ووزير شؤون الشتات المتشدد، و"عميحاي شيكلي،" عضو حزب الليكود بزعامة نتنياهو.
جمعية "الصحافة"
موقع "ديكلاسيفايد"، أشار إلى عرض جمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية دفع تكاليف السفر والإقامة، رغم أنه من غير الواضح أي من المراسلين قبل الدعم المالي.
الجمعية الصهيونية للصحافة نشرت عبر منصات التواصل إلى أن حوالي 20 صحفياً تلقوا إحاطة بشأن الشرق الأوسط من "بالتي"، الذي يرأس حالياً "المكتب السياسي العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية."
ولاحقا نظمت الجمعية للصحفيين الذين شاركوا في رحلة يونيو الماضي، زيارة للحدود اللبنانية للحصول على إحاطة حول "الصورة الاستخباراتية الحالية والوضع الدقيق بين "إسرائيل" وحزب الله وإيران" وهناك التقى وفد الصحفيين بالسكان "الإسرائيليين" الذين تم إجلاؤهم من منازلهم بالقرب من الحدود (شمال فلسطين المحتلة)، قبل زيارة شركة "رافائيل" للحصول على إحاطة حول تكنولوجيا الدفاع الجوي المضاد للصواريخ كنوع من الدعاية لإظهار المقاومة حركات بربرية تروع هؤلاء
السكان، برغم أنهم مستوطنين ناهبين للأرض.
وجمعية "الصحافة الأوروبية - "الإسرائيلية" تأسست على يد الحاخام الإسرائيلي مناحيم مارجولين في عام 2012م، واندمجت مع الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) في عام 2019.
دولة بوجهين
موقع "ديكلاسيفايد" حدد هوية 11 صحفياً إسبانياً ممن زاروا "إسرائيل"، وكان العديد منهم من المنافذ اليمينية في إسبانيا، التي اعترف رئيس وزرائها "بيدرو سانشيز" قبل فترة بفلسطين كدولة.
ونشرت وكالة الأنباء الإسبانية Europa Press مقابلة مع "شيكلي"، أجراها الصحفي "إجناسيو تودا" خلال رحلته إلى "إسرائيل"، قال فيها إن صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل التجمع الوطني بزعامة "مارين لوبان" في فرنسا يشير إلى "تغييرات إيجابية" لأوروبا.
النظرة الأحادية
ولم تراع الجمعيات الصهيونية وجماعات الضغط أن يكون ضمن زيارات نظمتها للصحفيين الغربيين "أن يكون هناك فلسطينيون مدرجون في قائمة المتحدثين في البرنامج"، لتحقيق هدف تنظيم الرحلات وهو سيطرة الاحتلال على التغطية الإعلامية العالمية لقضية فلسطين.
موقع "ديكلاسيفايد" قال إن الجمعيات والجماعات الصهيونية عرضت على الصحفيين وجهة نظر أحادية الجانب للصراع، كما يراها "الإسرائيليون" فقط.
نموذج للتغطية المنحازة
وفي هذا الإطار استعرضت الورقة كيف كانت رحلة صحفيي أوروبا اذلين دعتهم تل أبيب، إلى معبر "إيريز" على الحدود مع غزة، حيث تلقى الصحفيون إحاطة من وحدة كوجات، وهي وحدة تابعة لوزارة الدفاع الصهيونية تعنى بـ "المساعدات الإنسانية التي تذهب يومياً إلى غزة"، وذلك علما بأن الاحتلال رفض عدة مرات طلبات لجمعية المراسلين الأجانب في "إسرائيل" لزيارة غزة والحدود للكتابة بحرية؛ خشية أن ينشروا ما يخالف روايات الاحتلال التي يجري إغراق الصحفيين بها دون أن يعرفوا شيئا عن رواية الضحايا في غزة.
وأضاف موقع "ديكلاسيفايد" بحسب الورقة أن الرواية التي دعمتها "إسرائيل" لم تنقل لهم مثلا أنها تفرض قيوداً على وصول المساعدات إلى مليوني فلسطيني في غزة مع أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يسعي لإصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء نتنياهو بتهمة "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".
ما قدمته حكومة الكيان للصحفيين المشاركين في الرحلة فقط: "إحاطة ميدانية من ضابط جيش إسرائيل على حدود غزة" وسمحت لهم بزيارة الوحدة الخاصة في الجيش الإسرائيلي (ياهالوم) المسؤولة عن محاولة كشف أنفاق المقاومة في غزة.
نموذج للنشر
واستعرضت تأثير هذه الرحلات المنحازة على الصحفيين وكيف أن ما كتبه هؤلاء الصحفيين الذين تمت دعوتهم ل"اسرائيل" من جانب جمعية صحافية مشبوهة يديرها حاخام "ليبين كيف" أنهم تأثروا في تغطيتهم العالمية بهذه الأكاذيب الإعلامية الصهيونية.
فبعد أيام من هذا الإيجاز الصحفي، كتب "ماركو جيانانجيلي"، المحرر الدبلوماسي في صحيفة "صنداي إكسبريس" اليمينية البريطانية، مقالاً عن حماس، استشهد فيه بـ "إيجاز صحفي خاص" تلقاه من "خبراء الأنفاق في قوات الدفاع الإسرائيلية"!!
كما نشر جيانانجيلي مقالاً آخر جاء تحت عنوان: "وزير إسرائيلي يحذر: كير ستارمر كرئيس للوزراء سيفتح موسماً مفتوحاً لمعاداة السامية".
وكان "جيانانجيلي" يقتبس عن وزير شؤون الشتات الإسرائيلي "شيكلي"، الذي وصف سياسة حزب العمال بقيادة ستارمر بأنها "سياسة مؤيدة للإسلاميين"!.
عناوين الصحف
وعن نموذج ثاني قالت الورقة إنه في مارس 2024 تصدر الوزير الصهيوني "شيكلي" عناوين الأخبار عندما قال للصحفيين في رحلة صحفية سابقة لجمعية الصحافة الأوروبية الإسرائيلية: إن لندن أصبحت "العاصمة الأكثر معاداة للسامية في أوروبا".
وزعم: "قد يتعرض اليهود للهجوم لمجرد التحدث باللغة العبرية"، وقد التقطت صحيفة "ديلي ميل" وصحيفة "جي بي نيوز" وصحيفة "جيويش كرونيكل" هذه التعليقات ونشرتها بتوسع.
حق التدليس الإعلامي!
وأشارت الورقة إلى تصريح ل"نير ناتان" المتحدث باسم الجمعية لموقع "ديكلاسيفايد" قال إن المجموعة "لا تتبنى أي آراء عامة أو سياسية بشأن "إسرائيل" تتجاوز حق البلاد، مثل أي دولة أخرى، في الدفاع عن مواطنيها، وبالتالي لم تعبر أبدًا عن أي مواقف عامة أو سياسية.
وأضاف أنه "زعم في دفاعه عن انشطة الجمعية في نشر دبلوماسية التدليس الإعلامي، أن أنشطة المنظمة مهنية بالكامل، حيث تقدم معلومات موثوقة لأي صحفي أو وسيلة إعلامية مهتمة بها."
ووصف عمل المجموعة بأنه "دبلوماسية عامة"، وقال إنها "لا تدعم أي نهج سياسي محدد وتتيح للصحفيين الوصول إلى المسؤولين الحكوميين والمعارضين"
وقال "ناتان": إن الصحفيين الذين ذهبوا في الرحلة "لم تكن لديهم أي شروط بشأن كيفية تغطيتهم للأحداث" وأن "هناك حرية مطلقة للصحافة!
قال: "منذ تأسيسها، خدمت (EIPA أو جمعية الصحافة الأوروبية الاسرائيلية والتي اندمجت مع EJA أو الجمعية اليهودية الأوروبية في 2019)، بأمانة مئات الصحفيين والمحررين والمعلقين والمذيعين والمدونين من وسائل الإعلام الرائدة في جميع أنحاء أوروبا، ومؤخرًا أيضًا من الولايات المتحدة"
ورداً على عدم وجود أصوات فلسطينية في البرنامج، قالت جمعية اليهود "الإسرائيليين": "نحن لا يعنينا تمثيل الفلسطينيين والسبب بسيط للغاية، فنحن يهود فخورون مهتمون بصورة إسرائيل ونرى للأسف أن الدعاية المؤيدة للفلسطينيين لا تحتاج إلى مساعدتنا"!!
جمعيات أخرى
زيارات الصحفيين الغربيين نظمتها أيضا مجموعة الضغط المسماة "مركز الاتصالات والأبحاث البريطاني الإسرائيل" (BICOM) بحسب الورقة وما نقلته عن الموقع البريطاني.
"سيمون تشايلدز"، الصحفي في نوفارا ميديا والذي قام برحلة مع مركز (BICOM) عندما كان يعمل لصالح "فايس"، لموقع "ديكلاسيفايد": "لقد زرت إسرائيل مع (BICOM) متسائلاً عما إذا كنت سأجد جولة دعائية على غرار كوريا الشمالية.
وقال: وجدت محاولة لتقديم قصة صراع مختلفة وقيل لي: إن "إسرائيل" محاصرة من أعدائها بدلاً من الحديث عن الاحتلال غير القانوني طويل الأمد لفلسطين سلب أراض الشعب الفلسطيني.