أنبرى المحللون في رصد رسالة القائد يحيى السنوار رئيس حركة حماس وكان من أوائل من نقل تحليل رسالة المجاهد يحيى السنوار القيادي في حماس أسامة حمدان وهي الرسالة التي أعلن أنه يبعثها إلى الشعب الفلسطيني والعالم.
وأكد حمدان في هذا الظرف الدقيق من عمر المعركة أن رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار مستعد للاستشهاد ألف مرة.
وأضاف أن السنوار لن يغادر فلسطين، "لأن كل ما يفعله هو لتحرير فلسطين".
وأعتبر أن قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وتتواصل وهناك شهداء وهناك تضحيات، لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة.
وأشار إلى أنه قد تكون هناك تضحيات وخسائر في جانب وهناك كسب وتطور في جوانب أخرى.. والذي نؤكده ان المحصلة النهائية أن هذه المقاومة لا تزال قادرة بل أكثر من ذلك، هي ستكون أكثر قدرة على الإبداع "في قادم الأيام".
وأكد أن حجم الإصابات في (صفوف) المقاومة هو أقل بكثير مما هو متوقع في معركة بهذا الحجم والمستوى والاتساع.
وشدد على أن الحل الوحيد لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة يتمثل في عقد صفقة للتبادل وليس القتال.
وعن اليوم التالي للحرب في غزة، أوضح أن مسؤولي حماس وممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى سيلتقون في العاصمة المصرية القاهرة، لمناقشة رؤيتهم لما بعد الحرب موضحا أنهم اتفقوا على أن تشكل حكومة وفاق وطني تدير الشؤون الفلسطينية في غزة، مشددًا على أن "اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيًا".
نص الرسالة
رسالة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ناصر جنده المخلصين المتقين والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وقائد الغُرّ المحجلين، وعلى آله وصحبه الطيبين، وأصحابه الميامين وعلى المجاهدين والمرابطين إلى يوم الدين، وبعد:
أخي الحبيب / سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُسعدني أن أكتب لكم هذه الرسالة في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نخوض سوياً معركة طوفان الأقصى المباركة، التي جاءت لتوجه ضربة قويةً للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين على وجه الخصوص، ولنكتب بها أولى صفحات وعد الله المقدس بتحرير فلسطين تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾
ويسعدني أن أشكركم على العاطفة الصادقة، والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي رأيناها منكم في معركة طوفان الأقصى، سواء في ميدان المقاومة، أو فيما ترسله لنا من مخاطبات وما تحمله وفودكم الكريمة من رسائل.
أخي العزيز/ سماحة السيد عبد الملك
لقد استيقظت فلسطين اليوم، على خبر تدشينكم المرحلة الخامسة من مراحل مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى، وإنني بهذا الصدد أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، ولتعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب "تل أبيب" من جديد.
لقد اعتقد العدو الصهيوني بأن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني، وخطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة، التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ستجعله ينتصر في معركته النازية ضد شعبنا الفلسطيني، فجاءته عمليتكم النوعية صباح أمس لترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة.
وإنني بهذا الصدد أرسل تحياتي لقيادة اليمن الشقيق، وقيادة أنصار الله، ولأبطال الجيش اليمني العزيز الذين أبدعوا في تطوير قدراتهم العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان الغاصب، كما أُبرق بالتحية للشعب اليمني العظيم، الذي ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى.
أخي العزيز
يعيش شعبنا في قطاع غزة بين حالتين حالة الألم والمعاناة الشديدة جراء العدوان النازي والإبادة الجماعية والحصار والتجويع وهو ما يتطلب من كل أبناء الأمة اسناده والوقوف معه، وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه، وإنني بهذا الصدد أطمئنكم بأن المقاومة بخير، وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، وإننا قد أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية وإنّ تضافر جهودنا معكم ومع إخواننا في المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن أرضنا بإذن الله ﴿وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا﴾.
أخوكم
يحيى السنوار
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
السنوار ليس معزولا
المحلل السياسي أدهم أبو سلمية @adham922 أشار إلى أن رسالة القائد يحيى السنوار جاءت لتؤكد على جملة من النقاط الأساسية:
1- السنوار بخير وهو يتابع عمله وقيادته لمعركة طوفان الأقصى، وليس معزولاً عن البيئة التي يتفاعل معها.
2- جاءت الرسالة للتأكيد على أن من أهم أسباب معركة الطوفان أنها "جاءت لتوجيه ضربة للمشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة". وهذا هو السبب الأساسي وراء هذا التكتل العالمي لضرب المقاومة الفلسطينية ومحاولات اجتثاثها. وهو أيضاً السبب الذي يحتم على كل قوى المقاومة وأحرار العالم ضرورة التوحد لمواجهة هذا المشروع الإحلالي التدميري في المنطقة.
3- رسالة الشكر التي بعث بها السنوار هي في الحقيقة رسالة تقدير من جهة، ودعوة من جهة أخرى نحو ضرورة الضغط أكثر على عمق الكيان وقلبه "تل أبيب". فالضغط على الأطراف لم يعد في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة ذا تأثير فعال وعاجل، خاصة أن غزة بحاجة ماسة لوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية فيها. وهي أيضاً تقدير لمواقف اليمن، البعيد جغرافياً والقريب بإرادته وثباته وجهاده رغم كل ظروفه القاسية والصعبة. وهذه الرسالة، قبل أن تكون لأنصار الله، هي للشعب اليمني الشقيق الذي يتحمل مع شعبنا، كما الشعب اللبناني، تكلفة هذه المعركة المقدسة لأمتنا.
وفي 13 سبتمبر وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار رسالة للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ردًا على رسالة تهنئة وتعزية أرسلها نصر الله عقب استشهاد القائد إسماعيل هنية.
وفي 10 سبتمبر، أرسل يحيى السنوار رسالة تهنئة استثنائية للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بمدلولاتها السياسية والوضع على الأرض وقع أول ظهور علني له في رسالة تحمل عدة قراءات وإشارات منذ خلافته الشهيد إسماعيل هنية.