م/ محمد شكري علوان
· الإفلاس معلوم جيدا في دنيا الناس ، لغة واصطلاحا ، ولهذا كانت الإجابة حاضرة حين سأل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم الصحابة عنه ، ولكن ميدان القيم والمبادئ له ميزان غير ميزان الناس ، فبخصوص الإفلاس بين لنا المصطفي صلي الله عليه وسلم معلما آخر واخطر فيما يخص الإفلاس :
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : " أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي ؟ " قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا دِينَارَ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ "
· ما أهون الإفلاس المادي وما أشد الإفلاس القيمي والأخلاقي ، إنها المصيبة الكبرى التي ابتليت بها أمتنا ، في أناسٍ عبدوا أنفسهم وأهوائهم وأطلقوا العنان لشهواتهم ، يتسترون بالكذب ، يسعون لمتعة سابغة ودنيا ذليلة ، علي حساب دينهم وحاضر ومستقبل أمتهم ، إنهم نوعيات مختلفة جمعهم هدف واحد ألا هو محاربة الدين وهدم الأمة ، فمنهم ( الحاقد القائل " أنا لكم بالمرصاد " ، ومنهم من ينظر لنفسه يوميا في المرآة فيسجد لها ثم ينطلق قائلا " أنا هنا " ، ومنهم الكاره الذي تنطق أفعاله وأقواله بما قاله من قبل حيي بن اخطب " عداوتكم والله ما بقيت " ، كما أن منهم من يعبد الدينار والدرهم فكان كمن قال الله فيهم " فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (، كما أن منهم من ترك نفسه لإعلام مضل فاسد ، يهدم القيم وينشر الجهل )
· والله إنها لحرب كبري ، معلنة ومضمرة ، يُحشد لها ويُنفق عليها ، اتخذت من قيم الأمة وهويتها وتراثها ودينها وقودا لها ، انزلق معها معظم العاملين في الإعلام بسذاجة عجيبة أو قل بخبث شديد حربا لمصر وثورتها بل لدينها وتراثها وحضارتها ، حتى صرنا نري ونسمع العجب العجاب ، ولقد جمعت هذه الحرب " الاحترافية في الصياغة ، مع الاستمرار والثبات علي الكذب والباطل ، فضلا عن الجماعية والتنسيق ، وتآزر المهاجمين وتنوع مشاربهم ، و تداخل المصالح المحلية والإقليمية والدولية ، علاوة علي مجافاة الهجوم للموضوعية والواقعية والمنهجية ، وكل ذلك مغلفا بالفجور في الخصومة"
صور من أفعال المفلسين :-
** بأفواههم يقولون (... لا أريد استخدام حقي الأبوي في نقل ديني لأبني و اتفقت مع والدة ابني المسيحية على أن نترك لابني " لؤي " مطلق الحرية في أن يعتنق الديانة التي يريدها عندما يصل لسن الرشد ) وهو نفسه القائل ( بتدويل قضية الدستور إذا لم تستحب الجمعية التأسيسية لجهالاته )
** " البرادعي يعين البرعي نائبا لحزب الدستور " ونحن نقول يا مثبت العقل والدين احفظ علينا ديننا وعقلنا ، ما الذي جمع اليساري علي الليبرالي ؟!!!!!!
** كاتب مأفون يعيب علي فخامة الرئيس تكليف السفارة في واشنطن برفع قضايا علي المسيئين للإسلام ، بحجة أن محمدا صلي الله عليه وسلم لم يكن مصري الجنسية أي والله !!!!!!! ثم يطنطن بأن مصر أصبحت دينية لان الحد المحافظين يصلي الفجر جماعة ، والرئيس يجهر بالصلاة واعتياد المساجد ، بل يدعوه ليخطب في الكنائس !!!!
** بعضٌ مما يدعي بالنقابات المستقلة تدعو لعقد مؤتمر بمعهد إعداد القادة بالجيزة وفي يوم الجمعة 14 /9 ويحضره أحد الراسبين في انتخابات الرئاسة ، والحصيلة هي التعتيم علي انجازات الرئيس وتشويه صورته ، ومحاربة الدستور الجديد حتى قبل صدوره ، ونشر الفوضى من خلال زيادة الاضرابات والاحتجاجات العمالية
** موسم التحالفات ، سوق رائجة هذه الأيام والله نتمنى أن تكون بصدق ولبناء مصر ولإيجاد معارضة قوية وحقيقية ، ولكن وكما يقول العوام ( الجواب يقرأ من عنوانه !!) ، فكل هذه الاندماجات والتحالفات لا تطرح إلا خطابًا واحدًا هو " مهاجمة الإخوان"
** أدعياء يتسربلون بمنظمات حقوق الإنسان يحاولون الاتصال بالنقابات المستقلة ويحضونهم وبالمال للإضرابات تحت وهم حماية البلد من الرئيس مرسي وجماعة الإخوان
** تبني عدد من المرشحين السابقين لإضراب الأطباء وهذا أسوأ ما فيه ، وكذلك بعض الأحزاب الجديدة التي تراه سلما سريعا للكادر الإعلامي،
** مرشح رئاسي سابق ينفر المستثمرين الأجانب ، ويعدهم بقيام ثورة ثانية
ما ذكر بعضٌ من كل ، وقليلٌ من كثير، بدت من خلاله العداوة و البغضاء لنهضة الأمة ورفعة شانها وما تخفي صدورهم أكبر ، وما تلكم المعارك الوهمية ضد الجمعية التأسيسية ، ومجلس الشعب المنتخب ولأول مرة في تاريخ مصر ، والأزمات اليومية المصنوعة والأكاذيب والبهتان والضلال إلا دليل صارخ علي أنهم لا يزالون يبغونها عوجا
يا شعب مصر الكريم :
إن من أهم الواجبات في هذه المرحلة الدقيقة :-
- مشاركة كل أبناء الشعب في الشأن العام للبلاد ، بكل صور المشاركة وحراسة مكتسبات الثورة وفرض الإرادة الشعبية على الجميع، وتضييق الفرصة على الفلول والمفسدين، ليتواري الشر وتنطلق كل طاقات الخير في المجتمع .
- ضرورة إنجاز الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لعملها لإصدار مسودة دستور معبر عن جميع فئات الشعب المصري وطوائفه ومعبر عن ثورتنا المباركة ويحمي الحريات والحقوق ويكون رائدنا إلى النهضة الحقيقية.
- أهمية استيعاب الجميع أن مصر كبرى الدول العربية، ونقطة تقاطع المشاريع " الصهيونية - والأميركية والإسلامية ـ العربية " ، وهذا يتطلب من الجميع أن يعيشوا ويتعاملوا بحجم مصر وقدر وقيمة مصر
- الجميع مطالب بوضوح المواقف ، وتقديم المصلحة العليا للوطن ، وقطع الطريق علي الثورة المضادة، واليقظة والوعي التام لما يُحاك لمصر وأهلها .
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ، وجعلها أمنا أمانا وسائر بلاد المسلمين

