23/10/2010
حسن القباني :
لا يخلو حديث في هذه الساعات من تناول الانتخابات البرلمانية المقبلة، وكدرها وتعبها ونية الحزب الحاكم لتزويرها، في نفس
الوقت الذي تتصاعد فيه المطالب بضرورة مشاركة الشعب في هذه الجولة المهمة في عمر الوطن، لحسمها لصالح حياة أفضل وواقع نظيف؛ وهو ما يشكل أمانة في عنق كل مصري لمواجهة رغبات إفساد الحياة على يد الحزب الفاسد الحاكم وتصحيح الأمور، أمانة تدفعه للخروج يوم الانتخابات احترامًا للدستور والقانون وإنجازًا للحلم الشعبي في وطن مستقر.
إن الخروج للتصويت في الانتخابات المقبلة هو واجب الوقت، ولا يقل بأي حال عن أي واجب آخر، كونه إحدى أدوات الإصلاح السلمية وطريق حماية الإرادات الشعبية، وإقرار الحق والمرشح الأصلح بعيدًا عن الباطل ومرشحيه.
لا شك أن هذه الجولة من الانتخابات سبقتها عوامل إحباط كثيرة مقصودة ومرتبة، وتمثل قمة البلطجة والعدوان على القانون وحقوق الشعب، كغلق القنوات، واعتقال أنصار مرشحي الإخوان، ومداهمة المحال وغلاء الأسعار، ولكن هذا كله وغيره كفيل باتخاذ مبادرة التحرك الجماعي وليس الفردي، العائلي وليس الشخصي؛ للإدلاء بأصواتنا لمن يستحقها.
دعونا نرفض محاولات شراء الأصوات، وتثبيط الهمم للحيلولة دون الذهاب إلى مقار الانتخاب، وتخويف القلوب من التفكير في المشاركة، دعونا نؤمن إيمانًا جازمًا أن الوقت قد حان للتغيير والخروج عن الصمت.. قد حان للمشاركة في هذه الجولة لإنقاذ حياتنا وحياة أولادنا وأهالينا وعشيرتنا من المجهول المخيف الذي يأخذنا إليه الحزب الحاكم وشلة رجال الأعمال المنتفعين.
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن المشاركة والإيجابية: "لا يكن أحدكم إمعة، يقول أنا مع الناس، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أساءت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا ألا تظلموا" (رواه الترمذي).
فلنشارك بأصواتنا في هذه الجولة المهمة، إنها ساعة في سبيل تغيير واقع أليم، تمسح فيها دمعة عجوز طالها غدر الحكومة، وتشجع طالبًا على رؤية أساسيات التعليم الغائبة، وتساعد شابًّا على إيجاد فرصة عمل رفضت الحكومة أن توفرها له، وتساهم في إقرار الأمن الحقيقي في الشارع، بعد انشغال الأمن بغير دوره الحقيقي، وتدعم صمود صغار المنتجين الذين تجاهلتهم الحكومة لمساعدة حيتان رجال الأعمال، إنها ساعة تشارك فيها بصوتك كي تتغير الحياة.
إننا نعتقد اعتقادًا جازمًا أن من خرج من بيته يوم الانتخابات ليختار مرشحه- مسلمًا أو مسيحيًّا- لتكون به كلمة الإصلاح هي العليا وكلمة الذين ظلموا في الأرض وأشعلوا نار الأسعار وساهموا في ارتفاع نسبة البطالة والطلاق هي السفلى.. فهو في سبيل الله ثم إصلاح الوطن حتى يرجع.

