قام الإمام الشهيد حسن البنا بتأسيس جماعة الإخوان المسلمين في سنة 1928م مع ستة رجال من العمال والحرفيين الذين اقتنعوا بفكرته وآمنوا بدعوته التي أقامها على منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وانتشرت دعوة الإخوان بمنهجها الوسطى المعتدل في جميع مدن وقرى وعزب ونجوع مصر المحروسة من الإسكندرية إلى أسوان , وذلك بفضل صدق وإخلاص وهمة وحركة هؤلاء الرجال الذين أمنوا بسمو دعوتهم وقدسية فكرتهم وعزموا صادقين على أن يعيشوا بها أو يموتوا في سبيلها .
وعمل الإخوان على تخليص مصر من الاستعمار والاستعباد البريطاني , فقاموا بأعمال بطولية ضد هؤلاء المستعمرين وأعوانهم حتى كانت ثورة يوليو وخروج المحتل من الأراضي المصرية .
وشاركت كتائب الإخوان المسلمون في حرب فلسطين ضد الصهاينة مغتصبي أرض فلسطين بوعد بلفور المشئوم وقدموا بطولات شهد بها العدو قبل الصديق وقدموا أرواحهم فداء للقضية الفلسطينية ودفعوا ثمنا باهظا ومازالوا حتى يومنا هذا بسبب دفاعهم وتبنيهم لقضية المسلمين الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى الأسير .
وتعرض الإخوان بعد ذلك إلى أصناف وألوان من العذاب والقهر والاضطهاد , من قبل حكومة عبد الناصر التي استعبدت العباد وشاعت في الأرض الفساد والخراب وكان الإنسان لا يأمن على نفسه أو بيته أو أهله من البوليس السياسي ( أمن الدولة حاليا ) الذي عمل على إرهاب الناس وسرقة ممتلكاتهم ونهب ثرواتهم والاعتداء على أعراضهم .
وعذب من عذب واستشهد من استشهد واعدم من اعدم على أيدي الجلادين وزبانية العذاب في مصر , وفر كثيرا من الإخوان إلى خارج مصر فكانت حكمة الله وقدره فانتشرت دعوة الإخوان عالميا بفضل هؤلاء الأبطال الذين لم يركعوا إلا لله وصمدوا وصبروا وتحملوا ما لم يتحمله بشر في سبيل إرضاء الله عز وجل ونشر دعوة الإخوان .
وانتشرت دعوة الإخوان المسلمون بفضل الله في مشارق الأرض ومغاربها وعمت العالم كله , رغم المؤامرات التي أحيكت لها والمكائد التي دبرت لها والشائعات التي تطلق عليها وسهام الغدر التي توجه لها سواء من الحكومات التي تعتبرها جماعة محظورة أو من الأعداء الذين يعتبرونها عقبة كبيرة في سبيل تحقيق أحلامهم وخاصة الصهاينة .
ونجحت جماعة الإخوان المسلمين في صد الهجمة الشرسة التي قام ومازال يقوم بها أعداء الأمة الإسلامية في طمس معالم ومظاهر الحضارة الإسلامية ونشر المياعة والخلاعة والعرى والماجون والرذائل والفحشاء داخل المجتمعات الإسلامية , وذلك بنشرهم لقيم ومظاهر الحضارة الإسلامية في المجتمعات المسلمة مثل الحجاب والالتزام ........الخ .
ونجحت أيضا في تبنى القضايا الإسلامية العالمية مثل قضية فلسطين فجاهدوا ضد اليهود الذين يريدون أن يقيموا بالقوة القاهرة وبالخيانة السافرة دولة يهودية فاجرة على ارض ليست أرضهم معتمدين في ذلك على التأمر الدولي والضعف العربي والإسلامي وخيانة المتآمرين والعملاء .
ونجحت جماعة الإخوان في إنقاذ كثير من الشباب من الوقوع في براثن الإرهاب والفكر المتطرف وذلك بإتباعها المنهج الإسلامي المعتدل الوسطى والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة , وليس الشباب فقط هم الذين أنقذتهم الجماعة بل والأوطان العربية والإسلامية أيضاً أنقذتها الجماعة وذلك بنشرها فكر الإخوان المسلمين بين شباب هذه الأوطان هذا الفكر الرباني المعتدل الوسطى الشامل الصحيح .
إن نجاحات الإخوان تحتاج إلى الكثير من المؤلفات لحصرها , هذه الجماعة الربانية التي ضحى في سبيلها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , هذه الجماعة أبداً لم ولن يضيعها الله عز وجل لأنه هو سبحانه الذي يحفظها ويختار ويصطفى لها أفرادها الصادقين المخلصين الذين يضحون بكل غالى ونفيس في اعلاء كلمة الحق وعودة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة والصحابة الراشدين .
أيها الإخوان في مشارق الأرض ومغاربها , اصبروا ولا تهنوا ولا تحزنوا ولا تيأسوا ولا تقنطوا ولا تستكينوا , فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده الصادقين المخلصين والعاقبة للمتقين , فاطمئنوا إلى وعد الله الذي لا يخلف , واعبدوه ولا تشركوا به شيئا واستقيموا إليه , واجمعوا كلمتكم ووحدوا صفكم وثقوا في أنفسكم وفى بعضكم البعض ولا تسمعوا إلى الذين يريدون أن يفرقوا بينكم ويشقوا صفكم ويقضوا على دعوتكم , وأيقنوا أن النصر لدعوتكم والتمكين سيكون بإذن الله لمنهجكم لأنه منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
_________________

المصدر : ينابيع تربوية