أثار تصريح للإعلامي عمرو أديب، المقرّب من دوائر الحكم  والمؤيد لعبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حديثه عن الهجرة غير الشرعية خلال حلقة من برنامجه «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي مصر».

 

وخلال الحلقة، علّق أديب على ظاهرة لجوء بعض الشباب المصري إلى الهجرة غير الشرعية، قائلاً: «اللي بيدفع 250 ألف جنيه عشان يروح هجرة غير شرعية، طيب ما تعمل مشروع بالفلوس دي؟»

 

التصريح الذي بدا للبعض بديهيًا من منظور اقتصادي، اعتبره آخرون منفصلاً عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي تعيشه الفئات الأكثر فقرًا وتهميشًا في مصر، خاصة في ظل معدلات التضخم المرتفعة، وتراجع فرص العمل، وارتفاع تكاليف المعيشة.

 

 

لم يمر تصريح عمرو أديب مرور الكرام، إذ سرعان ما انتشر مقطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، وفتح بابًا واسعًا للنقاش حول نظرة النخبة الإعلامية إلى الفقراء، وحدود النصيحة الموجهة لمن يخاطرون بحياتهم بحثًا عن فرصة نجاة خارج البلاد.

 

عدد من النشطاء رأوا أن الحديث عن «عمل مشروع» يتجاهل تمامًا واقع أن غالبية من يسلكون طريق الهجرة غير الشرعية لا يملكون الحد الأدنى من الخبرة أو التعليم أو حتى الأمان الاجتماعي الذي يسمح لهم بإدارة مشروع، فضلًا عن أن المبلغ الذي يُدفع غالبًا ما يكون حصيلة ديون أو بيع ممتلكات الأسرة بالكامل.

 

في خضم هذا الجدل، جاء رد صانع المحتوى والناشط يحيى عزام عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، حيث كتب تعليقًا انتقد فيه منطق التصريح، معتبرًا أنه يفتقر إلى فهم حقيقي للواقع الاجتماعي للفئات الأقل حظًا.

 

وقال عزام في منشوره: «هل دة منطقي؟ اللي بيدفع الرقم دة بيبقى بنسبة كبيرة بيكون من الفئات الاقل حظا، مش مكمل تعليمه او معاه مؤهل متوسط، وغالبا بيكون مش بيعرف يقرا ويكتب الا بالعافية. فهل دة منطقي اني اطلب منه يفكر بطريقتي؟ وانت الشخص الجامعي المتعلم اللي متأسس منذ الصغر واللي من كرم ربنا انك مكنتش شايل هم هناكل النهاردة ولا لا. بلاش نضرب في الغلابة، ولو هننصح ياريت ننصح بطريقة كويسة ميبقاش فيها التعالى دة على فئة من الناس مختارتش اي حاجة في وضعها الحالي. لأن ببساطة شديدة محدش عارف لو كان الوضع معكوس مين فينا كان هيبقى بيعمل ايه».
 

 

ويعيد هذا السجال تسليط الضوء على ملف الهجرة غير الشرعية والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعوامل متعددة، أبرزها الفقر، والبطالة، وتراجع الأجور، وانسداد الأفق أمام قطاعات واسعة من الشباب.