كتب المقال رأيًا ينتقد بحدة النهج الذي تبنّته إدارة الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي تجاه حكومة بنيامين نتنياهو بعد هجوم 7 أكتوبر. سافر بايدن إلى إسرائيل واحتضن نتنياهو، في صورة عبّرت عن تضامن أمريكي مع الإسرائيليين، لكنها مثّلت في الوقت نفسه رد فعل سياسي راسخ داخل الحزب: دعم غير مشروط على أمل كسب نفوذ خلف الكواليس. تحوّلت هذه الفكرة، المعروفة اختصارًا بـ “احتضان بيبي”، إلى سياسة سمحت بتدفق السلاح مع مواصلة القصف على غزة، ودفعت واشنطن لاستخدام الفيتو ضد قرارات أممية تطالب بوقف إطلاق النار، ومهاجمة المحكمة الجنائية الدولية عندما لاحقت نتنياهو، وتجاهل سياسات أمريكية تمنع دعم وحدات عسكرية متهمة بارتكاب جرائم حرب.

 

جعل هذا الموقف الديمقراطيين يبدون منافقين عندما يتحدثون عن نظام عالمي قائم على القوانين، وعن العدالة العرقية والديمقراطية. نفّر جزءًا من قاعدتهم الشعبية، خصوصًا الشباب، وجعلهم يظهرون ضعفاء أمام زعيم إسرائيلي يميني انتهى به الأمر في أحضان دونالد ترامب رغم كل الدعم الذي تلقّاه.

 

ومع وجود وقف إطلاق نار هش، قد يغري البعض دفن ما حدث في غزة. غير أن الواقع يصرّ على الظهور: يعيش الفلسطينيون فوق أنقاض هائلة، تبقى حماس متماسكة، ويُمنع الصحفيون الدوليون من دخول القطاع. يصوّت البرلمان الإسرائيلي مرة أخرى لصالح ضم الضفة الغربية، بينما تتصاعد اعتداءات المستوطنين. وحتى لو غاب نتنياهو، تتجه السياسة الإسرائيلية بقوة نحو اليمين المتطرف، ما يقلّص فرص التغيير السريع.

 

يعترف المقال بأن دعم إسرائيل له جذور تاريخية لدى الديمقراطيين: رأى لويس برانديز في الكيبوتسات نموذجًا تقدميًا، واعترف هاري ترومان بإسرائيل دفاعًا عن أمن اليهود بعد الهولوكوست. سارت روابط نضالية بين اليهود والسود في حركة الحقوق المدنية. لكن واقع اليوم يناقض الخطاب التقليدي. تحوّلت إسرائيل إلى قوة عسكرية ضخمة، وتمددت المستوطنات، وانتشر نظام الحواجز والقيود، وخنق الحصار الدائم غزة، وفقدت السلطة الفلسطينية شرعيتها.

 

ضغطت جماعات مثل “إيباك” لعدم وجود مسافة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، فوجد باراك أوباما نفسه محاصرًا سياسيًا بينما كان نتنياهو يهاجم سياساته، خاصة المتعلقة بترسيم حدود الدولة الفلسطينية والاتفاق النووي مع إيران. بحلول 2016، لم تعد شعارات “حل الدولتين” أكثر من كلمات فارغة لا تعكس الواقع.

 

زاد المشهد وضوحًا في عهد ترامب مع نقل السفارة إلى القدس، والاحتفاء الإسرائيلي باتفاقات “أبراهام” التي همّشت الفلسطينيين، ومع ذلك باركها كثير من الديمقراطيين باعتبارها “سلامًا”. حاول الكاتب إدخال لغة عن “الاحتلال” واشتراط المساعدات في برنامج الحزب عام 2020، لكن القيادة رفضت، في رسالة واضحة أن المعارضة الجدية لسياسات إسرائيل ما زالت خطًا أحمر.

 

ثم جاء 7 أكتوبر، وواجه اليهود في أمريكا صور العنف وصعود خطاب معادٍ للسامية من أطراف متطرفة. لكن هذه الصدمة، حسب المقال، لا تبرر سياسة انتقام جماعي. استخدم قادة إسرائيليون لغة تجريدية ضد سكان غزة وقطعوا الغذاء والماء ووسّعوا القصف. ومع كل محاولة لوقف النار، أطال نتنياهو الحرب لحماية تحالفه اليميني، رغم أن غالبية الإسرائيليين أرادوا صفقة تعيد الأسرى وتنهي القتال.

 

يلفت المقال إلى حقائق لا يمكن إنكارها: عرقلت الحكومة الإسرائيلية وصول المساعدات، واستخدمت قوة مفرطة ضد المدنيين، ودمّرت جزءًا كبيرًا من القطاع. دفعت هذه الوقائع منظمات حقوقية وجهات أممية وخبراء إلى اعتبار ما جرى إبادة جماعية، بأسلحة أمريكية الدعم. يرى الكاتب أن الالتصاق بهذه الحكومة لم يعد ممكنًا أخلاقيًا، إذا كان الطفل الفلسطيني يُساوي في الكرامة أي طفل آخر.

 

تراجعت شعبية إسرائيل بين الديمقراطيين إلى ثلث فقط، وأيّد 77% منهم توصيف ما يحدث في غزة كإبادة. عبّر أكثر من 60% من اليهود الأمريكيين عن اعتقادهم بوقوع جرائم حرب، رغم تمسكهم بوجود إسرائيل. بدأ سياسيون ديمقراطيون يتحركون: صوّت مجلس الشيوخ ضد صفقات سلاح، وطالب نواب بالاعتراف بدولة فلسطينية، ورفض بعضهم تمويل “إيباك”.

 

يختتم المقال بدعوة واضحة: أوقِفوا المساعدات العسكرية لحكومة ترتكب جرائم حرب. ادعموا المحكمة الجنائية الدولية أينما اتجهت. ارفضوا ضم الضفة أو التطهير العرقي في غزة. استثمروا في قيادة فلسطينية بديلة عن حماس. دافعوا عن الديمقراطية هناك كما في أمريكا. يرى الكاتب أن هذا الطريق، رغم صعوبته، أكثر أمانًا على المدى البعيد لإسرائيل واليهود حول العالم من الاستمرار في سياسة العمى الأخلاقي والعزلة المتزايدة.

 

https://www.sltrib.com/opinion/commentary/2025/12/02/opinion-democrats-blew-it-gaza-hug/