شهدت منطقة وينجت التابعة لحي شرق الإسكندرية واقعة جديدة تُسلّط الضوء على خطورة المباني المتهالكة داخل المحافظة، وذلك بعد انهيار 3 شرفات كاملة من عقار قديم، ما أسفر عن إصابة أم ونجلها كانا داخل الشرفة لحظة الانهيار، في حادث أعاد إلى الواجهة الجدل حول بطء تنفيذ قرارات السلامة الإنشائية وملف العقارات الآيلة للسقوط.
إصابتان ونقل للمستشفى
وبحسب المعاينة الأولية، فقد أُصيبت شيماء هارون (35 عامًا) ونجلها أحمد محمود مصطفى (12 عامًا) جراء انهيار شرفة منزلهم بالدور الأول علوي، وتم نقلهما عبر سيارات الإسعاف إلى مستشفى جمال حمادة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
التقارير الطبية الأولية أشارت إلى تعرض الأم لإصابات وكدمات متعددة بالجسد، بينما أصيب الطفل برضوض في الساق والذراع، مع الاشتباه بوجود شرخ بسيط، وتقرر وضعهما تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة.
عقار متهالك وقرار ترميم لم يُنفذ
التحقيقات الأولية كشفت أن العقار، المكوّن من دور أرضي و3 طوابق علوية، صادر له قرار ترميم سابق، دون أن تُنفذ أي إجراءات فعلية على مدار الأشهر الماضية، رغم الشكاوى المتكررة من السكان حول تدهور حالته الإنشائية.
مصدر مسؤول بحي شرق قال إن العقار “كان مدرجًا ضمن قائمة المباني التي تحتاج إلى تدخل عاجل”، مضيفًا أن لجان الفحص الهندسي أوصت بترميم كامل لواجهته وشرفاته.
غضب شعبي.. واتهامات بالتقصير الإداري
أهالي المنطقة طالبوا بفتح تحقيق موسّع، إذ أكد عدد منهم أن تأخر تنفيذ قرارات الإزالة أو الترميم في العديد من العقارات القديمة بات “قنبلة موقوتة”، لافتين إلى أن كارثة أكبر كانت ممكنة لو تزامن الانهيار مع مرور الأهالي في الشارع أو وجود أطفال يلعبون أسفل العقار.
أحد السكان قال: “كل يوم بنسمع عن عقار بيقع، والمشكلة واحدة: مفيش متابعة حقيقية، قرارات بتنزل على الورق، لكن التنفيذ بيتأخر بالشهور”.
وأضاف آخر أن بعض العقارات داخل الحي صدر لها قرارات ترميم وهدم منذ سنوات، لكن “لا أحد يعرف لماذا لا يُنفذ أي منها”، محذرًا من تكرار سيناريو عقارات سابقة انهارت فجأة وأسفرت عن ضحايا.
اتهامات بالتركيز على ملفات أقل خطورة
ووجه الأهالي انتقادات لما وصفوه بـ“سوء ترتيب الأولويات”، مشيرين إلى أن الحملات المكثفة التي تشنّها الأجهزة التنفيذية غالبًا ما تركز على إزالة الأسواق العشوائية، بينما لا تمتد بنفس القوة إلى متابعة المباني المتهالكة التي قد تؤدي إلى سقوط ضحايا في أي لحظة.
أحد الأهالي علق قائلًا: “إحنا مش ضد الحملات، لكن المفترض الأولوية للأرواح. العقارات اللي بتقع لازم تتحل قبل أي شيء تاني”.
ملف العقارات القديمة يعود للواجهة
تأتي الحادثة ضمن سلسلة متكررة من انهيارات شهدتها الإسكندرية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة تهالك البنية الإنشائية لآلاف العقارات القديمة، خاصة في المناطق الشعبية، وسط مطالب متواصلة بتفعيل آليات رقابة أكثر صرامة، وتسريع تنفيذ قرارات الإزالة قبل وقوع الكارثة.

