عقب موجة الجدل العاصف التي فجرتها الإعلامية سمر فرج فودة، إثر تداول صورة لرجل بالجلباب البلدي أثناء زيارته المتحف المصري الكبير، تجددت أزمة الجلابية لكن هذه المرة كانت من الأقصر، التي تضم أبرز المواقع الأثرية في البلاد.

 

وردًا على الدعوات التي انطلقت مؤخرًا للمطالبة بمنع دخول مرتدى الجلابية إلى المناطق الأثرية والسياحية، شهدت محافظة الأقصر، يوم الجمعة، انطلاق مبادرة "هنزور معبد الأقصر بالجلابية"، بمشاركة العشرات من أبناء الأقصر، وقنا وأسوان.

 

إبراز الهوية الصعيدية

 

وأكد محمد عبداللطيف الصغير، مؤسس المبادرة، أن الفعالية استهدف إبراز الهوية الصعيدية وتأكيد مكانة الجلابية كزيّ تراثي يجسد الأصالة والعزة والانتماء، مشيرًا إلى أن المبادرة لاقت ترحيبًا واسعًا من مختلف الأوساط الثقافية والمجتمعية في الأقصر، مع حضور مميز لشباب محافظتي قنا وأسوان.

 

ولاقت المبادرة ترحيبًا واسعًا من أهالي الأقصر، الذين اعتبروها تعبيرًا حضاريًا عن الفخر بالهوية المصرية، وإبرازًا لجمال الجلابية كرمز للتراث الصعيدي الذي يجمع بين البساطة والوقار.

 

وقال الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، إن المبادرة تعبير حضاري وراق من أهالي الصعيد، "فالجلابية ليست مجرد قطعة قماش، بل رمز للهوية المصرية المتجذرة في الأرض والتاريخ. ووقوفنا أمام معبد الأقصر بهذا الزي هو احتفاء بالأصالة وترسيخ لمعنى الانتماء".

 

وأوضح أن أكثر ما لفت الانتباه هو حرص الأطفال على الحضور بالجلابية، فى مشهد وصفه بأنه "احتفاء بالأصالة وترسيخ لمعنى الانتماء". 

 

وأشار إلى أن هذه اللفتة الشعبية تؤكد وعى المجتمع بقيمة رموزه التراثية، وقدرته على تقديم رد راقٍ يليق بتاريخ الأقصر ومكانتها الثقافية.

 

تصريحات سمر فودة

 

وكانت منصات التواصل الاجتماعي شهدت مؤخرًا، موجة واسعة من الجدل عقب تصريحات سمر فرج فودة على صورة متداولة لرجل مصري يرتدي الجلباب يتجول مع زوجته داخل المتحف المصري الكبير، بعد أن لاقت استحسانًا كبيرًا ورواجًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وكتبت فودة في منشور عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مع كامل احترامي لهم لكن آسفة جدًا.. إحنا مش هذا الزي.. مصر فساتين الأربعينيات والخمسينات وشياكة رجالها .. مصر تعني أن الأنثى مازالت أنثى متألقة وأشيك من فتيات باريس ورجالها أشيك من ملوك إنجلترا ..".

 

وتابعت: "أرى مصر بهذه الطريقة وما زالت هكذا لم نتحول إلى الوهابية، إن شئتم تكريمهم ولهم منى كل الاحترام فعلى الرحب والسعة ولكنهم لا يمثلون مصر، آسفة جدًا متجيش تبروزلي ال … و تقولي هي دي مصر، خاصة والميديا العالمية مسلطة عليك والهدف هو جذب السائحين".

 

الأمر الذي فجر عاصفة من الهجوم ضدها دفعها في النهاية إلى تقديم الاعتذار عن تعليقها المسيء، قائلة: "أولاً قبل أي شيء أعتذر عن أي شيء قد مس قلوب المصريين بالسلب، أعتذر للزوجين فهم بالتأكيد فخر لنا جميعا ، مسحت البوست لان الناس لم تتفهم وجهة نظري و هو شيء مقبول و متعارف عليه فإرضاء الناس غاية لا تدرك".

 

وأضافت: "ثانيًا أنا أهلي فلاحين و فخورة بهذا الشيء و شرف عظيم أن أصولي من الفلاحين و لم أتطرق لجانب الجلابية الفلاحي للرجال بأي شكل من الأشكال بالعكس كنت بقابل ناس كتير بالجلاليب قلوبهم انضف من ناس كتير ببدل.. و كتبت بوست قبل كده يؤكد ذلك و أبى رحمة الله عليه كان يلبس الجلابية البيضاء كثيرا و آخر عهدي به و آخر لقاء بيننا كان لابس الجلابية البيضاء (صلاة العيد)".